الله) أي: من يمنعني من عذاب الله (إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير) قال ابن عباس: معناه ما تزيدونني غير بصارة في خسارتكم. قال الحسين بن الفضيل: لم يكن صالح عليه السلام في خسارة حتى قال فما تزيدونني غير تخسير وإنما المعنى ما تزيدونني بما تقولون من الفحش إلا نسبتي إياكم إلى الخسارة والتفسيق والتفجير في اللغة هو: النسبة إلى الفستق والفجور وكذلك التخسير هو: النسبة إلى الخسران. سورة هود (آية 64 67) (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية) نصب على الحال والقطع وذلك أن قوما طلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة وأشاروا إلى صخرة فدعا صالح عليه السلام فخرجت منها ناقة وولدت في الحال ولدا مثلها وقد بيناه في سورة الأعراف. فهذا معنى قوله: (هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله) من العشب والنبات فليست عليكم مؤنتها (ولا تمسوها بسوء) ولا تصيبها بعقر (فيأخذكم) إن قتلتموها (عذاب قريب). (فعقروها فقال) لهم صالح (تمتعوا) عيشوا (في داركم) أي: في دياركم (ثلاثة أيام) ثم تهلكون (ذلك وعد غير مكذوب) أي: غير كذب. روي أنه قال لهم: يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام فتصبحون اليوم الأول وجوهكم مصفرة وفي اليوم الثاني محمرة وفي اليوم الثالث مسودة فكان كما قال وأتاهم العذاب اليوم الرابع. قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا) بنعمة منا (ومن خزي يومئذ) أي: من عذابه وهو أنه قرأ أبو جعفر ونافع الكسائي (خزي يومئذ وعذاب يومئذ) بفتح الميم وقرأ الباقون بالكسر. (إن ربك هو القوي العزيز). (وأخذ الذين ظلموا) كفروا (الصيحة) وذلك أن جبريل عليه السلام صاح عليهم صاح عليهم صيحة واحدة فهلكوا جميعا. وقيل: أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم. وإنما قال: (أخذ) والصيحة مؤنثة لأن الصيحة بمعنى الصياح. (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) صرعى هلكى.
(٣٩١)