سورة التوبة (109) وأخبرنا أبو الحسن الشيرازي أنبأنا زاهر بن أحمد أنبأنا أبو إسحاق الهاشمي أنبأنا أبو مصعب عن مالك عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي وذهب قوم إلى أنه مسجد قباء وهو رواية عطية عن ابن عباس وهو قول عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وقتادة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا وكان عبد الله بن عمر يفعله وزاد نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه ركعتين قوله تعالى فيه رجال يحبون أن يتطهروا من الأحداث والجنابات والنجاسات وقال عطاء كانوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة أخبرنا أبو طاهر عمر بن عبد العزيز الفاشاني أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني أنا محمد بن العلاء حدثنا معاوية بن هاشم عن يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية والله يحب المطهرين أي المتطهرين أفمن أسس بنيانه قرأ نافع وابن عامر أسس بضم الهمزة وكسر السين بنيانه برفع النون فيها جميعا على غير تسمية الفاعل وقرأ الآخرون أسس فتح الهمزة والسين بنيانه بنصب النون على تسمية الفاعل على تقوى من الله ورضوان خير أي على طلب التقوى ورضا الله تعالى خير أم من أسس بنيانه على شفا أي على شفير جرف قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر جرف ساكنة الراء وقرأ الباقون بضم الراء وهما لغتان وهي البئر التي لم تطو قال أبو عبيدة هو الهوة وما يجرفه السيل من الأودية فينجرف بالماء فيبقى واهيا هار أي هائر وهو الساقط يقال هار يهور فهو هائر ثم يقلب فيقال هار مثل شاك وشائك وعاق وعائق وقيل هو من يهار إذا انهدم ومعناه الساقط الذي يتداعى بعضه في إثر بعض كما ينهار الرمل والشيء الرخو فانهار به أي سقط بالباني في نار جهنم يريد بناء هذا المسجد الضرار كالبناء على شفير جهنم فيهور بأهلها فيها قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد صيرهم النفاق إلى النار والله لا يهدي القوم الظالمين قال قتادة والله ما تناهى أن وقع في النار وذكر لنا أنه حفرت بقعة فيه فرؤي الدخان يخرج منها وقال جابر بن عبد الله رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار
(٣٢٨)