أجمعين وتتبع ملوك الشام فاستباح منهم أحدا وثلاثين ملكا حتى غلب على جميع أرض الشام وصارت الشام كلها لبني إسرائيل وفرق عماله في نواحيها وجمع الغنائم فلم تزل النار فأوحى الله إلى يوشع أن فيها غلولا فمرهم فليبايعوك فبايعوه فالتصقت يد رجل منهم بيده فقال هلم عندك فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل باليواقيت والجواهر كان قد غله فجعله في القربان وجعل الرجل ممعه فجاءت النار فأكلت الرجل والقربان ثم مات يوشع ودفن في جبل أفرائيم وكان عمره مائة وستا وعشرين سنة وتدبيره أمر بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام سبعا وعشرين سنة سورة المائدة (27) قوله تعالى (واتل عليهم نبأ بني آدم بالحق) وهما هابيل وقابيل ويقال له قابين (إذ قربا قربانا) وكا سبب قربانهما على ما ذكره أهل العلم أن حواء كانت تلد لآدم عليه السلام في كل بطن غلاما وجارية وكان جميع ما ولدته أربعين ولدا في عشرين بطنا أولهم قابيل وتوأمته أقليما وآخرهم عبد المغيث وتوأمته المغيث ثم بارك الله عز وجل في نسل آدم عليه السلام قال ابن عباس لم يمت آدم حتى بلغ ولده أربعين ألفا واختلفوا في مولد قابيل وتوأمته أقليما في بطن واحد ثم هابيل وتوأمته لبودا في بطن وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول أن آدم كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة فحملت فيها بقابيل وتوأمته أقليما فلم تجد عليهما وحما ولا وصبا ولا طلقا حتى ولدتهما ولم تر معهما دما فلما هبط إلى الأرض تغشاها فحملت بهابيل وتوأمته فوجدت عليهما الوحم والوصب والطلق والدم وكان آدم إذا شب أولاده يزوج غلام هذا البطن جارية بطن أخرى فكان الرجل منهم يتزوج أية أخواته شاء إلا توأمته التي ولدت معه لأنه لم يكن يومئذ نساء غلا أخواتهم فلما ولد قابيل وتوأمته أقليما ثم هابيل وتوأمته لبودا وكان بينهما سنتان في قول الكلبيوأدركوا أمر الله تعالى آدم عليه السلام أن ينكح قابيل لبودا أخت هابيل وينكح أقليما أخت قابيل وكانت أخت قابيل أحسن من أخت هابيل فذكر ذلك آدم لولده فرضي هابيل وسخط قابيل وقال هي أختي أنا أحق بها ونحن من ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض فقال له أبوه إنها لا تحل لك فأبى أن يقبل ذلك وقال إن الله لم يأمره بهذا وإنما هو من رأيه فقال لهما آدم عليه السلام فقربا قربانا فأيكما يقبل قربانه فهو أحق بها وكانت القرابين إذا كانت مقبولة نزلت نار من السماء بيضاء فأكلتها وإذا لم تكن مقبولة لم تنزل النار وأكلته الطير والسباع فخرجا ليقربا قربانا وكان قابيل صاحب زرع فقرب صبرة من طعام من أردأ زرعه وأضمر في نفسه ما أبالي يقبل مني أو لا يتزوج أختي أبدا وكان هابيل صاحب غنم فعمد إلى أحسن كبش في غنمه فقرب به وأضمر في نفسه رضا الله عز وجل فوضعا قربانهما على الجبل ثم دعا آدم عليه
(٢٨)