تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
خادم وامرأة ودابة يكتب ملكا / ح / وقال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال ألسنا من فقراء المهاجرين فقال له عبد الله ألك امرأة تأوي إليها قال نعم قال ألك مسكن تسكنه قال نعم قال فأنت من الأغنياء قال فإن لي خادما قال فأنت من الملوك قال السدي وجعلكم ملوكا أحرارا تملكون أمر أنفسكم بعدما كنتم في أيدي القبط يستعبدونكم وقال الضحاك كانت منازلهم واسعة فيها مياه جارية فمن كان مسكنه واسعا وفيه نهر جار فهو ملك (وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) يعني عالمي زمانكم قال مجاهد يعني المن والسلوى والحجر وتظليل الغمام سورة المائدة (21) قوله تعالى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) اختلفوا في الأرض المقدسة قال مجاهد هي الطور وما حوله وقال الضحاك إيليا وبيت المقدس وقال عكرمة والسدي هي أريحاء وقال الكلبي هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن وقال قتادة هي الشام كلها قال كعب وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في أرضه وبها أكثر عبادة قوله عز وجل (كتب الله لكم يعني كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكن لكم وقال ابن إسحاق وهب الله لكم وقيل جعلها لكم وقال السدي أمركم الله بدخولها وقال قتادة أمروا بها كما أمروا بالصلاة أي فرض عليكم (ولا ترتدوا على أدباركم) أعقابكم بخلاف أمر الله (فتنقلبوا خاسرين) قال الكلبي صعيد إبراهيم عليه السلام جبل لبنان فقيل له أنظر فما أدركه بصرك فهو مقدس وهو ميراث لذريتك سورة المائدة (22) (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) وذلك أن النقباء الذين خرجوا يتجسسون الأخبار لما رجعوا إلى موسى وأخبروه بما عاينوا قال لهم موسى اكتموا شأنهم ولا تخبروا به أحدا من أهل العسكر فيفشلوا فأخبر كل رجل منهم قريبة وابن عمه إلا رجلان وفيا بما قال لهما موسى أحدهما يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف عليهم السلام فتى موسى والآخر كالب بن يوفنا ختن موسى عليه السلام] صلى الله عليه وسلم على أخته مريم بنت عمران وكان من سبط يهود وهما النقباء فعلمت جماعة من بني إسرائيل ذلك ورفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا يا ليتنا في أرض مصر أو ليتنا نموت في البرية ولا يدخلنا الله أرضهم فتكون نساؤنا وأولادنا وأثقالنا غنيمة لهم وجعل الرجل يقول لصاحبه تعال نجعل علينا رأسا وننصرف إلى مصر
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»