تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٧
يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو نعيم زكريا عن عامر عن عروة بن المغيرة عن أبيه رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال أمعك ما فقلت نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما قوله تعالى (إلى الكعبين) فالكعبان هما العظمان الناتئان من جانبي القدمين وهما مجمع مفصل الساق والقدم فيجب غسلهما مع القدمين كما ذكرنا في المرفقين وفرائض الوضوء غسل الأعضاء الثلاثة كما ذكر الله تعالى ومسح الرأس واختلف أهل العلم في وجوب النية فذهب أكثرهم إلى وجوبها لأن الوضوء فيفتقر إلى النية كسائر العبادات وذهب بعضهم إلى أنها غير واجبة وهو قول الثوري واختلفوا في وجوب الترتيب وهو أن يغسل أعضاءه على الولاء كما ذكر الله تبارك وتعالى فذهب جماعة إلى وجوبه وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحق رحمهم الله ويروى ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه واحتج الشافعي بقول الله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالصفا وقال نبدأ بما بدأ الله به وكذلك ههنا بدأ الله تعالى بذكر غسل الوجه فيجب علينا أن نبدأ فعلا بما بدأ الله تعالى بذكره وذهب جماعة إلى أن الترتيب سنة وقالوا الواوات المذكورة في الآية للجميع لا للترتيب كما قال الله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) الآية واتفقوا على أنه لا تجب مراعاة الترتيب في صرف الصدقات إلى أهل السهمان ومن أوجب الترتيب أجاب بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه راعى الترتيب بين أهل السهمان وفى الوضوء لم ينقل أنه توضأ إلا مرتبا كما ذكر الله تعالى وبيان الكتاب يؤخذ من السنة كما قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) لما قدم ذكر الركوع على السجود ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل إلا كذلك فكان مراعاة الترتيب فيه واجبة كذلك الترتيب هنا قوله عز وجل (وأن كنتم جنبا فاطهروا) أي اغتسلوا أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله قوله تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) فيه دليل على أنه يجب مسح الوجه واليدين بالصعيد وهو التراب (ما يريد الله ليجعل عليكم) بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم (من حرج) ضيق (ولكن يريد ليطهركم) من الأحداث والجنابات والذنوب (وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) قال محمد بن كعب القرظي إتمام النعمة تكفير الخطايا بالوضوء كما قال الله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فجعل تمام نعمته غفران ذنوبه أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران أن عثمان توضأ منوا اركعوا واسجدوا) لما قدم ذكر الركوع على السجود ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل إلا كذلك فكان مراعاة الترتيب فيه واجبة كذلك الترتيب هنا قوله عز وجل (وأن كنتم جنبا فاطهروا) أي اغتسلوا أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله قوله تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) فيه دليل على أنه يجب مسح الوجه واليدين بالصعيد وهو التراب (ما يريد الله ليجعل عليكم) بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم (من حرج) ضيق (ولكن يريد ليطهركم) من الأحداث والجنابات والذنوب (وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) قال محمد بن كعب القرظي إتمام النعمة تكفير الخطايا بالوضوء كما قال الله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فجعل تمام نعمته غفران ذنوبه أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران أن عثمان توضأ
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»