تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
بذكر أحدهما والصحيح أن الآية في النصارى خاصة لأنه قد تقدم ذكرر اليهود وقال الحسن فيه دليل على أنهم نصارى بتسمميتهم لا بتسمية الله تعالى أخذنا ميثاقهم في التوحيد والنبوة (فنسوا حظا مما ذكروا به فأإرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) بالأهواء المختلفة والجدال في الدين قال مجاهد وقتادة يعني بين اليهود والنصارى وقال الربيع هم النصارى وحدهم صاروا فرقا منهم اليعقوبية والنسطورية والملكانية وكل فرقة تكفر الأخرى (وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون) في الآخرة سورة المائدة (15 قوله عز وجل (يا أهل الكتاب) يريد يا أهل الكتابين (قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب) أي من التوراة والإنجيل مثل صفة مححمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغير ذلك (ويعفو عن كثير) أي يعرض عن كثير مما أخفيتم فلا يتعرض له ولا يؤاخذكم به (قد جاءكم من الله نور) يعني محمد صلى الله عليه وسلم وقيل الإسلام (وكتاب مبين) أي بين وقيل مبين وهو القرآن سورة المائدة (16) (يهدي به الله من اتبع رضوانه) رضاه (سبل السلام) قيل السلام هو الله عز وجل وسبيله دينه الذي شرع لعباده وبعث به رسله وقيل السلام هو السلامة كاللذاذ واللذاذة بمعنى واحد والمراد به طرق السلامة ( ويخرجهم من الظلمات إلى النور) أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان (بإذنه) بتوفيقه وهدايته (ويهديهم إلى صراط مستقيم) وهو الإسلام سورة المائدة (17 قوله تبارك وتعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وهم اليعقوبية من النصارى يقولون المسيح هو الله تعالى (قل فمن يملك من الله شيئا) أي من يقدر أن يدفع من أمر الله شيئا إذا قضاه (إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير)
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»