تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢
سورة الأعراف (191 194) ذلك الفعل من آبائهم وقيل هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولادا فهودوا ونصروا وقال ابن كيسان هم الكفار سموا أولادهم عبد العزى وعبد اللات وعبد مناة وقال عكرمة خاطب كل واحد من الخلق بقوله خلقكم أي خلق كل واحد من أبيه وجعل منها زوجها أيجعلمن جنسها زوجها وهذا قول الحسن لولا قول السلف مثل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن المسيب وجماعة من المفسرين أنه في آدم وحواء قوله تعالى (أيشركون ما لا يخلق شيئا) يعني إبليس والأصنام (ولا أنفسهم ينصرون) قال الحسن لا يدفعون عن أنفسهم مكروه من أراد بهم بكسر أو نحوه ثم خاطب المؤمنين فقال (وإن تدعوهم إلى الهدى) وإن تدعوا المشركين إلى الإسلام (لا يتبعوكم) قرأ نافع بالتخفيف وكذلك (يتبعهم الغاوون) في الشعراء وقرأ الآخرون بالتشديد فيهما وهما لغتان يقال تبعه تبعا واتبعه اتباعا (سواء عليكم أدعوتموهم) إلى الدين (أم أنتم صامتون) عن دعائهم لا يؤمنون كما قال (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) وقيل وإن تدعهم إلى الهدى يعني الأصنام لا يتبعوكم لأنها غير عاقلة (إن الذين تدعون من دون الله) يعني الأصنام (عباد أمثالكم) يريد أنها مملوكة أمثالكم وقيل أمثالكم في التسخير أي أنهم مسخرون مذللون لما أريد منهم قال مقاتل قوله عباد أمثالكم أراد به الملائكة والخطاب مع قوم كانوا يعبدون الملائكة والأول أصح (فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) أنها آلهة قال ابن عباس فاعبدوهم هل يثيبونكم أو يجاوزونكم إن كنتم صادقين أن لكم عندها منفعة ثم بين عجزهم فقال
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»