جاء ثقلت وعظمت على أهل السماوات الأرض (لا تأتيكم إلا بغتة) فجأة على غفلة أخبرنا عبد الواحد المليحي حدثنا أحمد بن عبد الله النعيمي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته لا يطعمه ولتقو من الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها (يسألونك كأنك حفي عنها) أي عالم بها من قولهم أحفيت في المسألة أي بالغت في سؤال عنها حتى علمتها (قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أن علمها عند الله حتى سألا محمدا صلى الله عليه وسلم عنها (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله) قال ابن عباس رضي اله عنهما إن أهل مكة قالوا يا أحمد إلا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتريه وتربح عند الغلاء وبالأرض التي يريد أن تجذب فترتحل منها إلى ما قد أخصبت فأنزل الله تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا) أي لا أقدر لنفسي نفعا أي اجتلاب نفع بأن أربح ولا ضرا أي دفع ضر بأن ارتحل من أرض يريد أن تجدب إلا ما شاء الله أن أملكه (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) أي لو كنت أعلم الخصب والجدب لاستكثرت من المال أي لسنة لقطح وما مسني السوء أي الضر والفقر والجوع وقال ابن جريج قل لا أملك لنفسي نفعا وال ضرا يعني الهدى والضلالة ولم كنت أعلم الغيب أي متى أموت لاستكثرت من الخير يعني من العمل الصلاح وما مسني السوء قال ابن زيد اجتنبت ما يكون من الشر واتقيته وقيل معناه ولو كنت اعلم الغيب أي متى الساعة لأخبرتكم حتى تؤمنوا وما مسني السوء بتكذيبكم وقيل ما مسني السوء ابتداء يريد ما مسني الجنون لأنهم كانا ينبونه إلى الجنون (إن أنا إلا نذير) لمن لا يصدق بما جئت به (وبشير) بالجنة (لقوم يؤمنون) يصدقن قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) يعني من آدم (وجعل) وخلق (منها زوجها) يعني حاء (ليسكن إليها) ليأنس بها ويأوي إليها (فلما تغشاها) أي واقعها وجامعها (حملت حملا خفيفا) وهو أول ما تحمل المرأة من النطفة يكون خفيفا عليها (فمرت به) أي استمرت به وقامت وقعدت به ولم يثقلها (فلما أثقلت) أي كبر الولد في بطنها
(٢٢٠)