تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٥
سورة الأعراف (202 204) والطيف اللمة والسوسة وقيل الطائف ما طاف به من وسوسة الشيطان والطيف اللمم والمس (تذكروا) عرفوا قال سعيد بن جبير هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله تعالى فيكظم للغيظ وقال مجاهد الرجل يهم بالذنب فيذكر الله فيدعه (فإذا هم مبصرون) أي يبرون مواقع خطاياهم بالتذكر والتفكر قال السدي إذا زلوا تابوا وقال مقاتل إن المتقي إذا أصابه نزغ من الشيطان تذكر وعرف أنه معصية فأبصر فنزغ عن مخالفة الله قوله (وإخوانهم يمدونهم) يعني إخوان الشياطين من المشركين يمدونهم أي يمدهم الشيطان قال الكلبي لكل كافر أخ من الشياطين (في الغي) أي يطلبون لهم الإغواء حتى يستمروا عليه وقيل يزيدونهم في الضلالة وقرأ أهل المدين (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم من الإمداد والآخرون بفتح الياء وضم الميم وهما لغتان بمعنى واحد (ثم لا يقصرون) أي لا يكفون قال ابن عبسا رضي الله عنهما لا الإنس يقصرون عما يعملون من السيئات ولا الشياطين يمسكون عنهم فعلى هذا قوله (ثم لا يقصرون) من فعل المشركين والشياطين جميعا قال الضحاك ومقاتل يعني المشركين لا يقصرون عن الضلالة ولا يبصرونها بخلاف ما قال في المؤمنين (تذكروا فإذا هم مبصرون) (وإذا لم تأتهم بآية) يعني إذا لم تأت المشركين بآية (قالوا لولا اجتبيتها) هلا افتعلتها وأنشأتها من قبل نفسك واختيارك تقول العرب اجتبيت الكلام إذا اختلقته قال الكلبي كان أهل مكة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الآيات تعنتا فإذا تأخرت قالوا لولا اجتبيتها أي هلا أحدثتها وأنشأتها من عندك (قل) لهم يا محمد (إنما اتبع ما يوحى إلي من ربي) ثم قال (هذا) يعني القرآن (بصائر) حجج وبيان وبرهان (من ربكم) واحدتها بصيرة وأصلها ظهور الشيء واستحكامه حتى يبصره الإنسان فيهتدي به يقول هذا دلائل تقودكم إلى الحق (وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) قوله عز وجل (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) اختلفوا في سبب نزول هذه الآية فذهب جماعة إلى أنها في القراءة في الصلاة روي عن أبي هريرة أنهم كانوا يتكلمون في الصلاة بحوائجهم فأمروا بالسكوت والاستماع إلى قراءة القرآن وقال قوم نزلت في ترك الجهر بالقراءة خلف
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»