سورة الأعراف (176) قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسولا فرجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم حسده وكفر به وكان صاحب حكمة وموعظة حسنة وكان قصد بعض الملوك فلما رجع مر على قتلى بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال لو أكن نبيا ما قتل أقراءه فلما مات أمية أتت أخته فازعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها رسول الهل صلى الله عليه وسلم عن وفاة أخيها فقالت بينما هو راقد أتاه آتيان فكشفا سقف البيت فنزلا فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه أوعى قال أزكى قال أبي قالت فسألته عن ذلك فقال خير أريد بي فصرف عني فغشي عليه فملا أفاق قال شعرا (كل عيش وإن تطاول دهرا صائر مرة إلى أن يزولا) (ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في قلال الجبال أرعى الوعولا) (إن يوم الحساب يوم عظيم شاب فيه الصغير يوما ثقيلا) ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدين من شعر أخيك فأنشدته بعض قصائده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن شعره وكفر قلبه فأنزل الله عز وجل (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية وفي رواية عن ابن عبسا أنها نزلت في البسوس رجل من بني إسرائيل وكان قد أعطي له ثلاث دعوات مستجابات وكان له امرأة له منها ولد فقالت اجعل لي منها دعوة فقال لك مها واحدة فما تريدين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل فدعا لها فجلعت أجمل النساء في بني إسرائيل فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه فغضب الزوج ودعا عليها فصارت كلبة نباحة فذهب فيها دعوتان فجاء بنوها وقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت أمنا كلبة نباحة والناس يعيروننا بها ادع الهل أن يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت فذهبت فيها الدعوات كلها والقولان الأولان أظهر وقال الحسن وابن كيسان نزلت في منافقي أهل الكتاب الذين كانا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم وقال قتادة هذا مثل ضربه الله عز وجل لمن عرض عليه الهدى فأبى أ يقبله فذلك قوله (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا) قال ابن عباس والسدي اسم الله الأعظم قال ابن زيد كان لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه وقال ابن عباس في رواية أخرى أوتي كتابا من كتب الله فانسلخ أي خرج منها كما تنسلخ أس خرج منها كما تنسلخ الحية من جلدها (فأتبعه الشيطان) أي لحقه وأدركه (فكان من الغاوين) (ولو شئنا لرفعناه بها) أي رفعنا درجته ومنزلته بتلك الآيات وقال ابن عباس رضي الله عنهما
(٢١٥)