تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٩٣
سورة الأعراف (134 136) فتأخذ في فيها ماء فإذا مجته في فيها صار دما وإن فرعون اعتراه العطش حتى إنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماؤها في فيه ملحا أجاجا فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يشربون إلا الدم قال زيد ين أسلم الدم الذي سلط عليهم كان الرعاف فأتوا موسى وقالوا يا موسى ادع ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن من بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه عز وجل فكشف عنهم فلم يؤمنوا فذلك قوله عز وجل فأرسلنا عليهم الطوفان (والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات) يتبع بعضها بعضا أن كل عذاب كان يمتد أسبوعا وبين كل عذابين شهرا (فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين) (ولما وقع عليهم الرجز) أي نزل بهم العذاب وهو ما ذكر الله عز وجل من الطوفان وغيره وقال سعيد ين جبير الرجز الطاعون وهو العذاب السادس بعد الآيات الخمس حتى مات منهم سبعون ألفا في يوم أحد فأمسوا وهو لا يتدافنون (قالوا) لموسي (يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عنك) أي أوصاك وقال عطاء يما نبأك وقيل بما عهد عندك من إجابة دعوتك (لئن كشفت عنا الرجز) وهو الطاعون (لنؤمنن لم ولنرسلن معك بني إسرائيل) أخرنا أبو الحسن السرخسي ثنا زاهر نب أحمد ثيا أبو إسحق الهاشمي ثنا أبو مصعب عن مالك عن محمد بن المنكدر عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه انه سمعه يسأل أسامة بن زيد أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة بن زيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجز أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قوله عز وجل (فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه) يعني إلى الغرق في اليم (إذا هم ينكثون) ينقضون العهد (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم) يعني البحر (بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) أي عن النقمة قبل حلولها وقيل معناه عن آياتنا معرضين
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»