سورة الأعراف (7 9) فلنقصن عليهم بعلم أي نخبرهم عن علم قال ابن عباس رضي الله عنهما ينطق عليهم كتاب أ مالهم كقوله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق وما كنا غائبين عن الرسل فيما بلغوا وعن الأمم فيما أجابوا قوله تعالى والوزن يومئذ الحق يعني يوم السؤال قال مجاهد معناه والقضاء يومئذ العدل وقال الأكثرون أراد به وزن الأ مال بالميزان وذاك أن الله تعالى ينصب ميزانا له لسان وكفتان كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب واختلفوا في كيفية الوزن فقال بعضهم توزن صحائف الأعمال وروينا أرجلا ينشر عليه تسعة وتسعون فيخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأشهد أ محمدا عبده ورسوله فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة وقيل توزن الأشخاص وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة وقيل توزن الأ مال روي ذلك عن ابن عباس فيؤتى بالأعمال الحسنة على صورة حسنة وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة فتوضع في الميزان والحكمة في وزن الأعمال امتحان الله عباده بالإيمان في الدنيا وإقامة الحجة عليهم في العقبى فمن ثقلت موازينه قال مجاهد حسناته فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون وقال أبو بكر رضي الله عنه حين حضره الموت في وصيته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غدا أ يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم حق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أ يكون خفيفا فإن قيل فقد قيل من ثقلت موازينه ذكر بلفظ الجمع والميزان واحد قيل يجوز أ يكون لفظه جمعا ومعناه واحد كقوله يا أيها الرسل وقيل لكل عبد ميزان وقيل الأصل ميزان واحد عظيم ولكل عظيم ولكل عبد فيه ميزان معاق به وقيل جمعه لأ الميزان يشتمل على الكفتين والشاهدين واللسان ولا يتم الوزن إلا باجتماعها
(١٤٩)