سورة النساء 137 138 وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير بما سواه من الكتب والرسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ بل آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وبكل كتاب كان قبله \ فأنزل الله هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا) بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وبموسى عليه السلام والتوراة (آمنوا بالله ورسوله) محمد صلى الله عليه وسلم (والكتاب الذي نزل على رسوله) يعني القرآن (والكتاب الذي أنزل من قبل) من التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو (نزل وأنزل) بضم النون والألف وقرأ الآخرون (نزل وأنزل) بالفتح أي أنزل الله (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) فلما نزلت هذه الآية قالوا فإنا نؤمن بالله ورسوله والقرآن وبكل رسول وكتاب كان قبل القرآن والملائكة واليوم الآخر لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وقال الضحاك أراد بهم اليهود والنصارى وقيل (يا أيها الذين آمنوا) بموسى وعيسى (آمنوا) بمحمد والقرآن وقال مجاهد أراد بهم المنافقين يقول (يا أيها الذين آمنوا) باللسان (آمنوا) بالقلب وقال أبو العالية وجماعة هذا خطاب للمؤمنين يقول (يا أيها الذين آمنوا آمنوا) أي أقيموا وأثبتوا على الإيمان كما يقال للقائم قم حتى أرجع إليك أي أثبت قائما قيل المراد به أهل الشرك يعني (يا أيها الذين آمنوا) باللات والعزى (آمنوا بالله ورسوله) قوله تعالى (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) قال قتادة هم اليهود آمنوا بموسى ثم كفروا من بعد بعبادتهم العجل ثم آمنوا بالتوراة ثم كفروا بعيسى عليه السلام ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل هو في جميع أهل الكتاب آمنوا بنبيهم ثم كفروا به وآمنوا بالكتاب الذي نزل عليه ثم كفروا به وكفرهم به تركهم إياه ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل هذا في قوم مرتدين آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ومثل هذا هل تقبل توبته حكي عن علي رضي الله عنه أنه لا تقبل توبته بل يقتل لقوله تعالى (لم يكن الله ليغفر لهم) وأكثر أهل العلم على قبول توبته وقال مجاهد ثم ازدادوا كفرا أي ماتوا عليه (لم يكن الله ليغفر لهم) ما أقاموا على ذلك (ولا ليهديهم سبيلا) أي طريقا إلى الحق فإن قيل ما معنى قوله (لم يكن الله ليغفر لهم) ومعلوم أنه لا يغفر الشرك إن كان أول مرة قيل معناه أن الكافر إذا سلم أول مرة ودام عليه يغفر له كفره السابق فإن أسلم ثم كفر ثم أسلم ثم كفر لا يغفر له كفره السابق الذي كان يغفر له لو دام على الإسلام 138 (بشر المنافقين) أخبرهم يا محمد (بأن لهم عذابا أليما) والبشارة كل خبر يتغير به بشرة الوجه سارا كان أو غير سار وقال الزجاج معناه اجعل في موضع بشارتك لهم العذاب كما تقول العرب تحيتك الضرب وعتابك السيف أي بدلا لك من التحية ثم وصف المنافقين فقال
(٤٩٠)