تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٩١
سورة النساء 139 141 139 (الذين يتخذون الكافرين أولياء) يعني يتخذون اليهود أولياء وأنصارا أو بطانة (من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة) أي المعونة والظهور على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقيل أيطلبون عندهم القوة (فإن العزة) أي الغلبة والقوة والقدرة (لله جميعا) 140 (وقد نزل عليكم في الكتاب) قرأ عاصم ويعقوب (نزل) بفتح النون والزاي أي نزل الله وقرا الآخرون (نزل) بضم النون وكسر الزاي أي عليكم يا معشر المسلمين (أن إذا سمعتم آيات الله) يعني القرآن (يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم) يعني مع الذي يستهزؤون (حتى يخوضوا في حديث غيره) أي يأخذوا في حديث غير الاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وهذا إشارة إلى ما أنزل الله في سورة الأنعام (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما دخل في هذه الآية كل محدث في الدين وكل مبتدع إلى يوم القيامة (إنكم إذا مثلهم) أي إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزئون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم وإن خاضوا في حديث غيره فلا بأس بالقعود معهم مع الكراهة وقال الحسن لا يجوز القعود معهم وإن خاضوا في حديث غيره لقوله تعالى (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) والأكثرون على الأول وآية الأنعام مكية وهذه مدنية والمتأخر أولى قوله (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) 141 (الذين يتربصون بكم) ينتظرون بكم الدوائر يعني المنافقين (فإن كان لكم فتح من الله) يعني ظفر وغنيمة (قالوا) لكم (ألم نكن معكم) على دينكم في الجهاد كنا معكم فاجعلو لنا نصيبا من الغنيمة (وإن كان للكافرين نصيب) يعني دولة وظهور على المسلمين (قالوا) يعني المنافقين للكافرين (ألم نستحوذ عليكم) والاستحواذ هو الاستيلاء والغلبة قال تعالى (استحوذ عليهم الشيطان) أي استولى وغلب يقول ألم نخبركم بعورة محمد صلى الله عليه وسلم
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»