سورة النساء 142 144 وأصحابه ونطلعكم على سرهم قال المبرد يقول المنافقون للكفار ألم نغلبكم على رأيكم (ونمنعكم) ونصرفكم (من المؤمنين) أي عن الدخول في جملتهم وقيل معناه ألم نستول عليكم بالنصرة لكم ونمنعكم من المؤمنين أي ندفع عنكم صولة المؤمنين بتخذيلهم عنكم ومراسلتنا إياكم بأخبارهم وأمورهم ومراد المنافقين بهذا الكلام إظهار المنة على الكافرين (فالله يحكم بينكم يوم القيامة) يعني بين أهل الإيمان وأهل النفاق (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) قال علي في الآخرة وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم أي حجة وقيل ظهورا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 142 (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) أي يعاملونه معاملة المخادعين وهو خادعهم أي مجازيهم على خداعهم وذلك أنهم يعطون نورا يوم القيامة كما للمؤمنين فيمضي المؤمنون بنورهم على الصراط ويطفأ نور المنافقين (وإذا قاموا إلى الصلاة) يعني المنافقين (قاموا كسالى) أي متثاقلين لا يريدون بها الله فإن رآهم أحد صلوا وإلا انصرفوا فلا يصلون (يراؤون الناس) أي يفعلون ذلك مراءاة للناس لا اتباعا لأمر الله (ولا يذكرون الله إلا قليلا) قال ابن عباس رضي الله عنهما والحسن إنما قال ذلك لأنهم يفعلونها رياء وسمعة ولو أرادوا بذلك القليل وجه الله تعالى لكان كثيرا وقال قتادة إنما قل ذكر المنافقين لأن الله تعالى لم يقبله وكل ما قبل الله فهو كثير 143 (مذبذبين بين ذلك) أي مترددين متحيرين بين الكفر والإيمان (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) أي ليسوا من المؤمنين فيجب لهم ما يجب للمؤمنين وليسوا من الكفار فيؤخذ منهم ما يؤخذ من الكفار (ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) أي طريقا إلى الهدى أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني قال أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا محمد بن المثنى أنا عبد الوهاب يعني الثقفي أنا عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة \ 144 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) نهى الله المؤمنين عن موالاة الكفار وقال (أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا) أي حجة بينة في عذابكم ثم ذكر منازل المنافقين فقال جل ذكره
(٤٩٢)