سورة النساء 134 136 134 (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) يريد من كان يريد بعمله عرضا من الدنيا ولا يريد بها الله عز وجل آتاه الله من عرض الدنيا أو دفع عنه فيها ما أراد وليس له في الآخرة في ثواب ومن أراد بعمله ثواب الآخرة آتاه الله من الدنيا وما أحب وجزاه الجنة في الآخرة قوله تعالى (وكان الله سميعا بصيرا) 135 (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) يعني كونوا قائمين بالشهادة بالقسط أي بالعدل لله وقال ابن عباس رضي الله عنهما كونوا قوامين بالعدل في الشهادة على من كانت له (ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) في الرحم أي قولوا الحق ولو على أنفسكم بالإقرار أو الوالدين والأقربين فأقيموها عليهم لله ولا تحابوا غنيا لغناه ولا ترحموا فقيرا لفقره فذلك قوله تعالى (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) منكم أي أقيموا على المشهود عليه وإن كان غنيا وللمشهود له وإن كان فقيرا فالله أولى بهما منكم أي كلوا أمرهما إلى الله وقال الحسن معناه الله أعلم بهما (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) أي ولا تجوروا وتميلوا إلى الباطل من الحق وقيل معناه لا تتبعوا الهوى لتعدلوا أي لتكونوا عادلين كما يقال لا تتبع الهوى لترضي ربك (وإن تلووا) أي تحرفوا الشهادة يقال لويته حقه إذا دفعته وأبطلته وقيل هذا خطاب مع الحكام في ليهم الأشداق يقول وإن تلووا أي تميلوا إلى أحد الخصمين أو تعرضوا عنه قرأ ابن عامر وحمزة (تلوا) بضم اللام قيل أصله تلووا فحذفت إحدى الواوين تخفيفا وقيل معناه وإن تلوا القيام بأداء الشهادة أو تعرضوا فتتركوا أداءها (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله) ألآية قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأسد وأسيد بني كعب وثعلبة بن قيس وسلام بن أخت عبد الله بن سلام وسلمة بن أخيه ويامين بن يامين فهؤلاء مؤمنوا أهل الكتاب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا نؤمن بك
(٤٨٩)