تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
سورة البقرة 145 من الأنصار وإنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذا كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما تولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك وقال البراء في حديثه هذا إنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) وكان تحويل القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين قال مجاهد وغيره نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحول في صلاة واستقبل الميزان وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين وقيل كان التحويل خارج الصلاة بين الصلاتين وأهل قبلء وصل إليهم الخبر في صلاة الصبح أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي السامري أخبرنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذا جاءهم آت وقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد آمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة فلما تحولت القبلة قالت اليهود يا محمد ما هو إلا شيء تبتدعه من تلقاء نفسك فتارة تصلي إلى بيت المقدس وتارة إلى الكعبة ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن تكون صاحبنا الذي ننتظره فأنزل الله تعالى (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه) يعني أمر الكعبة (الحق من ربهم) ثم هددهم فقال (وما الله بغافل عما يعملون) قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي بالتاء قال ابن عباس يريد أنكم يا معشر المؤمنين تطلبون مرضاتي وما أنا بغافل عن ثوابكم وجزائكم وقرأ الباقون بالياء يعني ما أنا بغافل عما يفعل اليهود فأجازيهم في الدنيا وفي الآخرة 145 قوله تعالى (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب) يعني اليهود والنصارى قالوا إئتنا بآية على ما تقول قال الله تعالى (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية) معجزة (ما تبعوا قبلتك) يعني الكعبة (وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض) لأن اليهود تستقبل بيت المقدس وهو المغرب والنصارى تستقبل المشرق وقبلة المسلمين الكعبة أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن الجراح أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي أخبرنا الحسن بن بكر المروزي أخبرنا المعلى بن منصور
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»