تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٢١
سورة البقرة 138 140 138 (صبغة الله) قال ابن عباس في رواية الكلبي وقتادة والحسن دين الله وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الثوب على الصبغ وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه كالصبغ يلزم الثوب وقال مجاهد فطرة الله وهو قريب من الأول وقيل سنة الله وقيل أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم وقال ابن عباس هي أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد وفاتت عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يقال له المعمودية وصبغوه له ليطهروه بذلك الماء مكان الختان فإذا فعلوا به ذلك قالوا الآن صار نصرانيا حقا فأخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى وهو نصب على الإغراء يعني إلزموا دين الله قال الأخفش هي بدل من قوله (ملة إبراهيم) (ومن أحسن من الله صبغة) دينا وقيل تطهيرا (ونحن له عابدون) مطيعون 139 (قل) يا محمد لليهود والنصارى (أتحاجوننا في الله) أي في دين الله والمحاجة المجادلة في الله لاظهار الحجة وذلك بأنهم قالوا إن الأنبياء كانوا منا وعلى ديننا وديننا أقدم فنحن أولى بالله منكم فقال الله (قل أتحاجوننا في الله) (وهو ربنا وربكم) أي نحن وأنتم سواء في الله فإنه ربنا وربكم (ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم) أي لكل واحد جزاء عمله فكيف تدعون أنكم أولى بالله (ونحن له مخلصون) وأنتم به مشركون قال سعيد بن جبير الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله فلا يشرك به في دينه ولا يرائي بعمله قال الفضيل ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أني يعافيك الله منهما 140 قال الله تعالى (أم تقولون) يعني أتقولون صيغة استفهام ومعناه التوبيخ وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بالتاء لقوله تعالى (قل أتحاجوننا في الله) وقال بعده (قل أأنتم أعلم أم الله) وقرأ الآخرون بالياء يعني يقول اليهود والنصارى (إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباء كانوا هودا أو نصارى قل) يا محمد (أأنتم أعلم) بدينهم (أم الله) وقد أخبر الله تعالى أن إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما (ومن أظلم ممن كتم) أخفى (شهادة عنده من الله) تعالى وهي علمهم بأن إبراهيم وبنيه كانوا مسلمين وأن محمدا صلى الله عليه وسلم حق ورسول أشهدهم الله عليه في كتبهم (وما الله بغافل عما تعملون)
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»