تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٢٦
سورة البقرة 146 148 أخبرنا عبد الله بن جعفر المخزومي عن عثمان الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ قبلة ما بين المشرق والمغرب \ وأراد به في حق أهل المشرق وأراد بالمشرق مشرق الشتاء في أقصر يوم من السنة وبالمغرب مغرب الصيف في أطول يوم من السنة فمن جعل مغرب الصيف في هذا الوقت على يمينه ومشرق الشتاء على يساره كان وجهه إلى القبلة (ولئن اتبعت أهواءهم) مرادهم الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة (من بعد ما جاءك من العلم) من الحق في القبلة (إنك إذا لمن الظالمين) 146 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب) يعني مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه (يعرفونه) يعني يعرفون محمدا صلى الله عليه وسلم (كما يعرفون أبناءهم) من بين الصبيان قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام إن الله قد أنزل على نبيه (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) فكيف هذه المعرفة قال عبد الله يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما عرفت ابني ومعرفتي بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد من معرفتي بابني فقال عمر كيف ذلك فقال أشهد أنه رسول حق من الله تعالى وقد نعته الله في كتابنا ولا أدري ما تصنع النساء فقال عمر وفقك الله يا ابن سلام فقد صدقت (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق) يعني صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمر الكعبة (وهم يعلمون) 147 ثم قال (الحق من ربك) أي هذا الحق خير مبتدأ مضمر وقيل رفع بإضمار فعل أي جاء الحق من ربك (فلا تكونن من الممترين) الشاكين 148 قوله تعالى (ولكل وجهة) أي لأهل كل ملة قبلة والوجهة اسم للمتوجه إليه (هو موليها) أي مستقبلها ومقبل عليها يقال وليته ووليت إليه إذا أقبلت عليه ووليت عنه إذا أدبرت عنه قال مجاهد هو موليها وجهه وقال الأخفش هو كناية عن الله عز وجل يعني مولي الأمم إلى قبلتهم وقرأ ابن عامر هو مولاها أي المستقبل مصروف إليها (فاستبقوا الخيرات) أي إلى الخيرات يريد بادروا بالطاعات والمراد المبادرة إلى القبول (أينما تكونوا) أنتم وأهل الكتاب (يأت بكم الله جميعا) يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم (إن الله على كل شيء قدير)
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»