سورة البقرة 144 فانطلق عشائرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله قد صرفك إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس (إن الله بالناس لرؤف رحيم) قرأ أهل الحجاز وابن عامر وحفص لرؤوف مشبعا على وزن فعول لأن أكثر أسماء الله تعالى على فعول وفعيل كالغفور والشكور والرحيم والكريم وغيرها وأبو جعفر يلين الهمزة وقرأ الآخرون بالاختلاس على وزن فعل قال جرير (للمسلمين عليك حقا كفعل الواحد الرؤوف الرحيم) والرأفة أشد الرحمة 144 (قد نرى تقلب وجهك في السماء) هذه الآية وإن كانت متأخرة في التلاوة فهي متقدمة في المعنى فإنها رأس القصة وأمر القبلة أول ما نسخ من أمور الشرع وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة أمره أن يصلي نحو صخرة بيت المقدس ليكون أقرب إلى تصديق اليهود إياه إذا صلى إلى قبلتهم مع ما يجدون من نعته في التوراة فصلى بعد الهجرة ستة عشر أو سبعة عشر أشهر إلى بيت المقدس وكان يجب أن يوجه إلى الكعبة لأنها كانت قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام وقال مجاهد كان يحب ذلك من أجل اليهود لأنهم كانوا يقولون يخالفنا محمد صلى الله عليه وسلم في ديننا ويتبع قبلتنا فقال لجبريل عليه السلام وددت لو حولني الله إلى الكعبة فإنها قبلة أبي إبراهيم عليه السلام فقال جبريل إنما أنا عبد مثلك وأنت كريم على ربك فسل أنت ربك فإنك عند الله عز وجل بمكان فعرج جبريل عليه السلام وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن ينزل جبريل بما يحب من أمر القبلة فأنزل الله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) (فلنولينك قبلة) فلنحولنك إلى قبلة (ترضاها) أي تحبها وتهواها ( فول) أي حول (وجهك شطر المسجد الحرام) أي نحوه وأراد به الكعبة والحرام المحرم (وحيثما كنتم) من بر أو نحو شرق أو غرب (فولوا وجوهكم شطره) عند الصلاة أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا إسحق بن نصر أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس قال لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال \ هذه القبلة \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عمرو بن خالد أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحق عن براء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله
(١٢٤)