تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٣٠
سورة البقرة 155 156 أحياء عند ربهم يرزقون) قال الحسن إن الشهداء أحياء عند الله تعالى تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوة وعشية فيصل إليهم الوجع 155 قوله تعالى (ولنبلونكم) أي ولنختبرنكم يا أمة محمد واللام لجواب القسم المحذوف تقديره والله لنبلونكم والابتلاء من الله لإظهار المطيع من العاصي لا ليعلم شيئا لم يكن عالما به (بشيء من الخوف) قال ابن عباس يعني خوف العدو (والجوع) يعني القحط (ونقص من الأموال) بالخسران والهلاك (والأنفس) يعني بالقتل والموت وقيل بالمرض والشيب (والثمرات) يعني الجوائح في الثمار وحكي عن الشافعي أنه قال الخوف خوف الله تعالى والجوع صيام رمضان ونقص من الأموال أداء الزكاة والصدقات والأنفس الأمراض والثمرات موت الأولاد لأن ولد الرجل ثمرة قلبه أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الزياتي أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي فأخرجني فقال ألا أبشرك حدثني الضحاك عن عروة عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته أقبضتم ولد عبدي قالوا نعم قال أقبضتم ثمرة فؤاده قالوا نعم قال فماذا قال عبدي قالوا استرجع وحمدك قال ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد \ (وبشر الصابرين) على البلايا والرزايا ثم وصفهم فقال 156 (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله) عبيدا وملكا (وإنا إليه راجعون) في الآخرة أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أخبرنا أبو جعفر الزياتي أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا محاضر بن الموزع أخبرنا سعيد عن عمرو بن كثير أنا أفلح أخبرنا مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ ما من مصيبة تصيب عبدا فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهمأجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آخره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها \ قالت أم سلمة لما توفي أبو سلمة عزم الله لي فقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سعيد بن جبير ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطي هذه الأمة يعني الاسترجاع ولو أعطيها أحد لأعطيها ليعقوب عليه السلام ألا تسمع إلى قوله تعالى في قصة فقد يوسف عليه السلام (يا أسفي على يوسف)
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»