تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٢٠
سورة البقرة 136 137 136 (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) يعني القرآن (وما أنزل إلى إبراهيم) وهو عشر صحف (وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط) يعني أولاد يعقوب وهم اثنا عشر سبطا واحدهم سبط سموا بذلك لأنه ولد لكل واحد منهم جماعة وسبط الرجل حافده ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب من بني إسماعيل والشعوب من العجم وكان في الأسباط أنبياء ولذلك قال (وما أنزل إليهم) وقيل هم بنو يعقوب من صلبه صاروا كلهم أنبياء (وما أوتي موسى) يعني التوراة (وعيسى) يعني الإنجيل (وما أوتي) أعطي (النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم) أي نؤمن بالكل لا نفرق بين أحد منهم فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى (ونحن له مسلمون) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أنا عثمان بن عمر أنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله \ الآية 137 (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به) أي بما آمنتم به وكذلك كان يقرؤها ابن عباس والمثل صلة كقوله تعالى (ليس كمثله شيء) أي ليس هو كشيء وقيل معناه فإن آمنوا بجميع ما آمنتم به أي أتوا بإيمان كإيمانكم وتوحيد كتوحيدكم وقيل معناه فإن آمنوا مثل ما آمنتم والباء زائدة كقوله تعالى (وهزي إليك بجذع النخلة) وقال أبو معاذ النحوي معناه فإن آمنوا بكتابكم كما آمنتم بكتابهم (فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق) أي في خلاف ومنازعة قال ابن عباس وعطاء يقال شاق مشاقة إذا خالف كأن كل واحد أخذ في شق غير شق صاحبه قال الله تعالى (لا يجرمنكم شقاقي) أي خلافي وقيل في عداوة دليل قوله تعالى (ذلك بأنهم شاقوا الله) أي عادوا الله (فسيكفيكهم الله) يا محمد أي يكفيك شر اليهود والنصارى وقد كفي بإجلاء بني النضير وقتل بني قريظة وضرب الجزية على اليهود والنصارى (وهو السميع) لأقوالهم (العليم) بأحوالهم
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»