تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٣٨
سورة النساء 45 47 45 (والله أعلم بأعدائكم) منكم فلا تستنصحوهم فإنهم أعداؤكم (وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا) قال الزجاج اكتفوا بالله وليا واكتفوا بالله نصيرا 46 (من الذين هادوا) قيل هي متصلة بقوله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) (من الذين هادوا) وقيل هي مستأنفة معناه من الذين هادوا من يحرفون كقوله تعالى (وما منا إلا له مقام معلوم) أي من له منزلة معلومة يريد فريق (يحرفون الكلم) يغيرون الكلم (عن مواضعه) يعني صفة محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس رضي الله عنهما كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن الأمر فيخبرهم فيرى أنهم يأخذون بقوله فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه (ويقولون سمعنا) قولك (وعصينا) أمرك (واسمع غير مسمع) أي اسمع منا ولا نسمع منك (غير مسمع) أي غير مقبول منك وقيل كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم اسمع ثم يقولون في أنفسهم لا سمعت (وراعنا) أي ويقولون راعنا يريدون به النسبة إلى الرعونة (ليا بألسنتهم) تحريفا (وطعنا) قدحا (في الدين) لأن قولهم راعنا من المراعاة وهم يحرفونه يريدون به الرعونة (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا) أي انظر إلينا مكان قولهم راعنا (لكان خيرا لهم وأقوم) أي أعدل وأصوب (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) إلا نفرا قليلا منهم وهو عبد الله بن سلام ومن أسلم معه منهم 47 قوله عز وجل (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) يخاطب اليهود (آمنوا بما نزلنا) يعني القرآن (مصدقا لما معكم) يعني التوراة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم أحبار اليهود عبد الله بن صوريا وكعب بن الأشرف فقال \ يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا فوالله إنكم لتعلمون أني الذي جئتكم به لحق \ قالوا ما نعرف ذلك وأصروا على الكفر وأنزلت هذه الآية (من قبل أن نطمس وجوها) قال ابن عباس نجعلها كخف البعير وقال قتادة والضحاك نعميها والمراد بالوجه العين (فنردها على أدبارها) أي نطمس الوجوه فنردها على القفا وقيل نجعل الوجوه منابت الشعر كوجوه القردة لأن منابت شعور الآدميين في أدبارهم دون وجوههم وقيل معناه نمحو آثارها وما
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»