سورة النساء 57 58 يبدلون جلودا بيضا كأمثال القراطيس وروي أن هذه الآية قرئت عند عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه للقارئ أعدها فأعادها وكان عنده معاذ بن جبل فقال معاذ عندي تفسيرها تبدل في كل ساعة مائة مرة فقال عمر رضي الله عنه هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحسن تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا معاذ بن أسيد أنا الفضل بن موسى أنا الفضيل عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرعأخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا شريح بن يونس أنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن عرون بن سعد عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام \ فإن قيل كيف تعذب جلود لم تكن في الدنيا ولم تعصه قيل يعاد الجلد الأول في كل مرة وإنما قال (جلودا غيرها) لتبديل صفتها كما تقول صنعت من خاتمي خاتما غيره فالخاتم الثاني هو الأول إلا أن الصناعة والصفة تبدلت وكمن يترك أخاه صحيحا ثم بعد مرة يراه مريضا دنفا فيقول أنا غير الذي عهدت وهو عين الأول إلا أن صفته تغيرت وقال السدي يبدل الجلد جلدا غيره من لحم الكافر ثم يساد الجلد لحما ثم يخرج من اللحم جلدا آخر وقيل يعذب الشخص في الجلد لا الجلد بدليل أنه قال (ليذوقوا العذاب) ولم يقل لتذوق وقال عبد العزيز بن يحيى إن الله عز وجل يلبس أهل النار جلودا لا تألم فيكون زيادة عذاب عليهم كلما اخترق جلد بدلهم جلدا غيره كما قال (سرابيلهم من قطران) فالسرابيل تؤلمهم وهي لا تألم قوله تعالى (ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما) 57 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا) كنينا لا تنسخه الشمس ولا يؤذيهم حر ولا برد 58 قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار وكان سادن الكعبة فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح فقيل إنه مع عثمان فطلبه منه رسول الله فأبى وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنع المفتاح فلوى علي رضي الله عنه يده فأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٤٣)