تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٤٠
سورة النساء 49 50 لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فأمسكنا عن الشهادات حكي عن علي رضي الله عنه أن أرجى آية في القرآن قوله (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (ومن يشرك بالله فقد افترى) اختلق (إثما عظيما) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أحمد بن الحسن الحيري أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن حماد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله ما الموجبتان قال \ من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو معمر أنا عبد الوارث عن حسين يعني المعلم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال \ ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة \ قلت وإن زنى وإن سرق قال \ وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر \ وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر 49 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) الآية قال الكلبي نزلت في رجال من اليهود منهم بحري بن عمر والنعمان بن أوفى ومرحب بن زيد أتوا بأطفالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هل على هؤلاء من ذنب فقال لا قالوا وما نحن إلا كهيئتهم ما عملنا بالنهار يكفر عنا بالليل وما عملنا بالليل يكفر عنا بالنهار فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال مجاهد وعكرمة كانوا يقدمون أطفالهم في الصلاة يزعمون أنهم لا ذنوب لهم فتلك التزكية وقال الحسن والضحاك وقتادة ومقاتل نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا نحن أنصار الله وأحباؤه (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو تزكية بعضهم لبعض روي عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال إن الرجل ليغدو من بيته ومعه دينه فيأتي الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا فيقول والله إنك كيت وكيت ويرجع إلى بيته وما معه من دينه شيء ثم قرأ (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) الآية قوله تعالى (بل الله يزكي) أي يطهر ويبرئ من الذنوب ويصلح (من يشاء ولا يظلمون فتيلا) وهو اسم لما في شق النواة والقطمير اسم للقشرة التي على النواة والنقير اسم للنقرة التي على ظهر النواة وقيل الفتيل من الفتل وهو ما يجعل بين الأصبعين من الوسخ عند الفتل 50 قوله تعالى (انظر) يا محمد (كيف يفترون على الله) يختلقون على الله (الكذب) في تغييرهم كتابه (وكفى به) بالكذب (إثما مبينا)
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»