تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٢٧
سورة النساء 38 40 كردم بن زيد وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحر بن عمرو كانوا يأتون رجالا من الأنصار ويخالطونهم فيقولون لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ولا تدرون ما يكون فأنزل الله تعالى هذه الآية (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) يعني المال وقيل يبخلون بالصدقة (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) 38 (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) محل (الذين) نصب على عطف على الذي الأول وقيل خفض عطف على قوله و (اعتدنا للكافرين) نزلت في اليهود وقال السدي في المنافقين وقيل مشركي مكة المنفقين على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم (ومن يكن الشيطان له قرينا) صاحبا وخليلا (فساء قرينا) أي فبئس الشيطان قرينا وهو نصب على التفسير وقيل على القطع بإلغاء الألف واللام كما تقول نعم رجلا عبد الله وكما قال تعالى (بئس للظالمين بدلا) (وساء مثلا) 39 (وماذا عليهم) أي ما الذي عليهم وأي شيء عليهم (لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما) 40 (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) ونظمه وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا فإن الله لا يظلم أي لا يبخس ولا ينقص أحدا من ثواب عمله مثقال ذرة والذرة هي النملة الحمراء الصغيرة وقيل الذر أجزاء الهباء في الكون وكل جزء منها ذرة ولا يكون لها وزن وهذا مثل يريد أن الله لا يظلم شيئا كما قاله في آية أخرى إن الله لا يظلم الناس شيئا أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمرو بكر بن محمد المزني أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد أنا الحسين بن الفضل البجلي أنا عفان أنا همام أنا قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة \ قال \ وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يعطى بها خيرا \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو الطيب الربيع بن محمد بن أحمد بن حاتم البزار الطوسي أنا أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى حدثهم أخبرنا عبد الرزاق وأخبرنا أبو سعيد
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»