تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٤٢
سورة النساء 52 56 52 (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) 53 (أم لهم) يعني ألهم والميم صلة (نصيب) حظ (من الملك) وهذا على جهة الإنكار يعني ليس لهم من الملك شيء ولو كان لهم من الملك شيء (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) لحسدهم وبخلهم النقير النقطة التي تكون في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة وقال أبو العالية هو نقر الرجل الشيء بطرف أصبعه كما ينقر الدرهم 54 (أم يحسدون الناس) يعني اليهود ويحسدون الناس قال قتادة المراد بالناس العرب حسدهم اليهود على النبوة وما أكرمهم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل أراد محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال ابن عباس والحسن ومجاهد وجماعة المراد بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده حسدوه على ما أحل الله له من النساء وقالوا ما له هم إلا النكاح وهو المراد من قوله (على ما آتاهم الله من فضله) وقيل حسدوه على النبوة وهو المراد من الفضل المذكور في الآية (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) أراد بآل إبراهيم داود وسليمان وبالكتاب ما أنزل الله إليهم وبالحكمة النبوة (وآتيناهم ملكا عظيما) فمن فسر الفضل بكثرة النساء فسر الملك العظيم في حق داود وسليمان عليهما السلام بكثرة النساء فإنه كان لسليمان ألف امرأة ثلاثمائة حرة وسبعمائة سرية وكان لداود مائة امرأة ولم يكن يومئذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسع نسوة فلما قال لهم ذلك سكتوا 55 قال الله تعالى (فمنهم من آمن به) يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم وهم عبد الله بن سلام وأصحابه (ومنهم من صد عنه) أعرض عنه ولم يؤمن به (وكفى بجهنم سعيرا) وقودا وقيل الملك العظيم ملك سليمان وقال السدي الهاء في قوله (من آمن به وصد عنه) راجعة إلى إبراهيم وذلك أن إبراهيم زرع ذات سنة وزرع الناس فهلك زرع الناس وزكا زرع إبراهيم عليه السلام فاحتاج إليه الناس فكان يقول من آمن بي أعطيته فمن آمن به أعطاه ومن لم يؤمن به منعه 56 قوله تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) ندخلهم نارا) كلما نضجت) احترقت (جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) غير الجلود المحترقة قال ابن عباس رضي الله عنهما
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»