تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
سورة النساء 66 68 موسى إلى التوبى منه فقال اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا فقال ثابت بن قيس بن شماس أما والله إن الله ليعلم مني الصدق ولو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت فأنزل الله في شأن حاطب بن أبي بلتعة (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) وقال مجاهد والشعبي نزلت في بشر المنافق واليهودي اللذين اختصما إلى عمر رضي الله عنه قوله تعالى (فلا) أي ليس الأمر كما يزعمون أنهم مؤمنون ثم لا يرضون بحكمك ثم استأنف القسم (وربك لا يؤمنون) ويجوز أن يكون (لا) في قوله (فلا) صلة كما في قوله (فلا أقسم) حتى يحكموك أي يجعلوك حكما (فيما شجر بينهم) أي اختلف واختلط من أمورهم والتبس عليهم حكمه ومنه شجر لالتفاف أغصانه بعضها ببعض (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا) قال مجاهد شكا وقال غيره ضيقا (مما قضيت) قال الضحاك إنما أي يأثمون بإنكارهم ما قضيت (ويسلموا تسليما) أي ينقادوا لأمرك انقيادا 66 قوله تعالى (ولو أنا كتبنا) أي فرضنا وأوجبنا (عليهم أن اقتلوا أنفسكم) كما أمرنا بني إسرائيل (أو أخرجوا من دياركم) كما أمرنا بني إسرائيل بالخروج من مصر (ما فعلوه) معناه ما كتبنا عليهم إلا طاعة الرسول والرضى بحكمه ولو كتبنا عليهم القتل والخروج عن الدور ما كان يفعله (إلا قليل منهم) نزلت في ثابت بن قيس وهو من القليل الذي استثنى الله قال الحسن ومقاتل لما نزلت هذه الآية قال عمر وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم القليل والله لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذي عافانا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال \ إن من أمتي لرجلالا الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي \ قرأ ابن عامر وأهل الشام (إلا قليلا) بالنصب على الاستثناء وكذلك هو في مصحف أهل الشام وقيل فيه إضمار تقديره إلا أن يكون منهم وقرأ الآخرون قليل بالرفع على الضمير الفاعل في قوله (فعلوه) تقديره إلا نفر قليل فعلوه (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به) يؤمرون به من طاعة الرسول والرضى بحكمه (لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) تحقيقا أو تصديقا لإيمانهم 67 (وإذا لأتيناهم من لدنا أجرا عظيما) ثوابا وافرا 68 (ولهديناهم صراطا مستقيما) أي إلى الصراط المستقيم
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»