تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٤
سورة آل عمران 137 138 يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ إن عبدا أذنب ذنبا فقال أي رب أذنبت ذنبا فاغفره لي قال فقال له ربه عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فقال رب أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال ربه عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الزياتي أنا حميد بن زنجويه أخبرنا النعمان السدوسي أخبرنا المهدي بن ميمون أخبرنا غيلان بن جرير عن شهر بن حوشب عن معدي كرب عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى \ قال يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ابن آدم إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة بعد أن لا تشرك بي شيئا ابن آدم إنك إن تذنب حتى تبلغ ذنوبك عنان السماء ثم تستغفرني أغفر لك \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين الحسيني أنا عبد الله بن محمود بن محمود بن حسن الشرقي أنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى \ من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب مالم يشرك بي شيئا \ قال ثابت البناني بلغني أن إبليس بكى حين نزلت هذه الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة) إلى آخرها 137 قوله تعالى (قد خلت من قبلكم سنن) قال عطاء شرائع وقال الكلبي مضت لكل أمة سنة ومنهاج إذا اتبعوها رضي الله عنهم وقال مجاهد قد خلت من قبلكم سنن بالهلاك فيمن كذب قبلكم وقيل سنن أي أمم والسنة الأمة قال الشاعر (ما عاين الناس من فضل كفضلكم ولا رأوا مثلكم في سالف السنن) وقيل معناه أهل السنن والسنة الطريقة المتبعة في الخير والشر يقال سن فلان سنة حسنة وسنة سيئة إذا عمل عملا اقتدي به فيه من خير وشر ومعنى الآية قد مضت وسلفت مني سنن فيمن كان قبلكم من الأمم الماضية الكافرة بإمهالي واستدراجي إياهم حتى يبلغ الكتاب فيهم أجلي الذي أجلته لإهلاكهم وإدالة أنبيائي عليهم (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) أي آخرنا من المكذبين وهذا في حرب أحد يقول الله عز وجل فأنا أمهلهم وأستدرجهم حتى يبلغ أجلي الذي أجلته في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأوليائه وإهلاك أعدائه 138 (هذا) أي هذا القرآن (بيان للناس) عامة (وهدى) من الضلالة (وموعظة للمتقين) خاصة
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»