تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
سورة آل عمران 101 102 عليه كفارا الله الله فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين فأنزل الله تعالى هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب) يعني مرشاسا وأصحابه (يردوكم بعد إيمانكم كافرين) قال جابر فما رأيت قط يوما أقبح أو لا أحسن آخرا من ذلك اليوم ثم قال الله تعالى على وجه التعجب 101 (وكيف تكفرون) يعني ولم تكفرون (وأنتم تتلى عليكم آيات الله) القرآن (وفيكم رسوله) محمد صلى الله عليه وسلم قال قتادة في هذه الآية علمان بينان كتاب الله ونبي الله أما نبي الله فقد مضى وأما كتاب الله فقد أبقاه بين أظهركم رحمة من الله ونعمة أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي أنا أبو جعفر بن عوف أخبرنا أبو حيان يحيى بن سعيد بن حبان عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي \ قوله تعالى (ومن يعتصم بالله) أي يمتنع بالله ويستمسك بدينه وطاعته (فقد هدي إلى صراط مستقيم) طريقا واضح وقال ابن جريج ومن يعتصم بالله أي يؤمن بالله وأصل العصمة المنع فكل مانع شيئا فهو عاصم له 102 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) قال مقاتل بن حيان كان بين الأوس والخزرج عداوة في الجاهلية وقتال حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأصلح بينهم فافتخر بعده منهم رجلان ثعلبة بن غنم من الأوس وأسعد بن زرارة من الخزرج فقال الأوسي منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ومنا حنظلة غسيل الملائكة ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمي الدبر ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له ورضي الله بحكمه في بني قريظة وقال الخزرجي منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم فجرى الحديث بينهما فغضبا وأنشدا الأشعار وتفاخرا فجاء الأوس والخزرج ومعهم السلاح فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) وقال عبد الله بن مسعود وابن
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»