سورة آل عمران 103 عباس هو أن يطاع فلا يعصى وقال مجاهد أن تجاهدوا في سبيل الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وتقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم وعن أنس أنه قال لا يتقي الله عبد حق تقاته حتى يخزن لسانه قال أهل التفسير لما نزلت هذه الآية شق ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا فأنزل الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) فنسخت هذه الآية وقال مقاتل ليس في آل عمران من المنسوخ إلا هذه الآية (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) أي مؤمنون وقيل مخلصون مفوضون أموركم إلى الله عز وجل وقال الفضيل محسنون الظن بالله أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو بكر العبدوسي أخبرنا أبو بكر بن محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد أخبرنا سليمان بن يوسف أخبرنا وهب بن جرير أنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره \ 103 قوله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا) الحبل السبب الذي يتوصل به إلأى البغية وسمي الإيمان حبلا لأنه سبب يتوصل به إلى زوال الخوف واختلفوا في معناه ههنا قال ابن عباس معناه تمسكوا بدين الله وقال ابن مسعود هو الجماعة وقال عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة وقال مجاهد وعطاء بعهد الله وقال قتادة والسدي هو القرآن وروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين والشفاء النافع وعصمة الله لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه \ وقال مقاتل بن حيان بحبل الله أي بأمر الله وطاعته (ولا تفرقوا) كما افترقت اليهود والنصارى أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولى الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا ثيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال \ قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) قال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره من أهل الأخبار
(٣٣٣)