تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٣١
سورة آل عمران 98 100 النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء الله يهوديا وإن شاء نصرانيا \ 98 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون) 99 (قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله) أي لم تصرفون عن دين الله (من آمن تبغونها) تطلبونها (عوجا) زيغا وميلا يعني لم تصدون عن سبيل الله باغين لها عوجا قال أبو عبيدة العوج بالكسر في الدين والقول والعمل والعوج بالفتح في الجدار وكل شخص قائم (وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون) أن في التوراة مكتوبا نعت محمد صلى الله عليه وسلم وإن دين الله الذي لا يقبل غيره هو الإسلام 100 (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب) قال زيد بن أسلم إن مرشاس بن قيس اليهودي وكان شيخا عظيم الكفر شديد الطعن على المسلمين فمر على نفر من الأوس والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون فغاظه ما رأى من ألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة وقال قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار فأمر شابا من اليهود كان معه فقال اعمد إليهم واجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار وكان بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس مع الخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل وتكلم فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب أوس بن قبطي أحد بني حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه إن شئتم والله رددتها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالا قد فعلنا السلام السلاح موعدكم الظاهرة وهي الحرة فخرجوا جميعا إليها وانضمت الأوس والخزرج بعضهم إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال صلى الله عليه وسلم يا معشر المسلمين أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وقطع عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم ترجعون إلى ما كنتم
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»