تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٢١
سورة آل عمران 80 81 الذين جمعوا مع العلم البصائر بسياسة الناس قال المؤرخ كونوا ربانيين تدينون لربكم من الربوبية كان في الأصل ربي فأدخلت الألف للتفخيم ثم أدخلت النون لسكون الألف كما قيل صنعاني وبهراني وقال المبرد هم أرباب العلم سموا به لأنهم يربون العلم ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها وكل من قام بإصلاح الشيء وإتمامه فقد ربه يربه واحدها ربان كما قالوا ريان وعطشان وشبعان وغرثان ثم ضمت إليه ياء النسبة كما يقال الحياني ورقباني وحكي عن علي رضي الله عنه أنه قال هو الذي يربي علمه بعمله قال محمد بن الحنفية يوم مات ابن عباس اليوم مات رباني هذه الأمة (بما كنتم) أي بما أنتم كقوله تعالى (من كان في المهد صبيا) أي من هو في المهد (تعلمون الكتاب) قرأ ابن عامر وعاصم والكسائي (تعلمون) بالتشديد من التعليم وقرأ الآخرون (تعلمون) بالتخفيف من العلم كقوله (وبما كنتم تدرسون) أي تقرؤون 80 قوله (ولا يأمركم) قرأ ابن عامر وحمزة ويعقوب بنصب الراء عطفا على قوله ثم يقول فيكون مردودا على البشر أي ولا يأمر ذلك البشر وقيل على إضمار (أن) أي ولا أن يأمركم ذلك البشر وقرأ الباقون بالرفع على الاستئناف معناه ولا يأمركم الله وقال ابن جريج وجماعة ولا يأمركم محمد (أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) كفعل قريش والصابئين حيث قالوا الملائكة بنات الله واليهود والنصارى حيث قالوا في المسيح وعزير ما قالوا (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) قالوا له على طريق التعجب والإنكار يعني لا يقوله هذا 81 قوله عز وجل (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) قرأ حمزة (لما) بكسر اللام وقرأ الآخرون بفتحها فمن كسر اللام فهي لام الإضافة دخلت على ما الموصولة ومعناه أن الذي يريد للذي آتيتكم أي أخذ ميثاق النبيين لأجل الذي آتاهم من الكتاب والحكمة وأنهم أصحاب الشرائع ومن فتح اللام فمعناه للذي آتيتكم بمعنى الخبر وقيل بمعنى الجزاء أي لئن آتيتكم ومهما آتيتكم وجواب الجزاء قوله (لتؤمنن به) قوله (لما آتيتكم) قرأ نافع وأهل المدينة (آتيناكم) على التعظيم كما قال (وآتينا داوود زبورا) (وآتيناه الحكم صبيا) وقرأ الآخرون بالتاء لموافقة الخط ولقوله (وإنا معكم) واختلفوا في المعنى بهذه الآية فذهب قوم إلى أن الله تعالى أخذ
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»