تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٠١
سورة آل عمران 43 45 وكيع إلى السماء والأرض أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا آدم أنا شعبة عن عروة بن مرة عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام \ أخبرنا أبو بكر سعيد بن عبد الله بن أحمد الطاهري أخبرنا جدي عبد الرحمن بن عبد الصمد البزار أخبرنا محمد بن زكريا العذافري أخبرنا إسحق الديري أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون \ 43 قوله تعالى (يا مريم اقنتي لربك) قالت لها الملائكة شفاها أي أطيعي ربك وقال مجاهد أطيلي القيام في الصلاة لربك والقنوت الطاعة وقيل القنوت طول القيام قال الأوزاعي لما قالت لها الملائكة ذلك قامت في الصلاة حتى ورمت قدماها وسالت دما وقيحا (واسجدي واركعي) قيل إنما قدم السجود على الركوع لأنه كان ذلك في شريعتهم وقيل بل كان الركوع قبل السجود في الشرائع كلها وليس الواو للترتيب بل للجمع يجوز أن يقول الرجل رأيت زيدا وعمرا وإن كان قد رأى عمرا قبل زيد (مع الراكعين) ولم يقل مع الراكعات ليكون أعم وأشمل فإنه يدخل فيه الرجال والنساء وقيل معناه مع المصلين في الجماعة 44 قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك الذي ذكرت من حديث زكريا ويحيى ومريم وعيسى على نبينا وعليهم السلام من أنباء الغيب أي من أخبار الغيب نوحيه إلأيه رد الكناية إلى ذلك فلذلك ذكره (وما كنت) يا محمد (لديهم إذ يلقون أقلامهم) سهامهم في الماء للاقتراع (أيهم يكفل مريم) يحضنها ويربيها (وما كنت لديهم إذ يختصمون) في كفالتها 45 قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم) إنما قال اسمه ورد الكناية إلى عيسى واختلفوا في أنه لم سمي مسيحا فمنهم من قال هو فعيل بمعنى المفعول يعني أنه مسح من الأقذار وطهر من الذنوب وقيل لأنه مسح بالبركة وقيل لأنه خرج من
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»