تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣١٢
سورة آل عمران 65 66 الكلمة أي تعالوا إلى كلمة أن لا نعبد إلا الله (ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) كما فعلت اليهود والنصارى قال الله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) وقال عكرمة هو سجود بعضهم لبعض أي لا نسجد لغير الله وقيل معناه لا نطيع أحدا في معصية الله (فإن تولوا فقولوا اشهدوا) أي فقولوا أنتم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم لهم اشهدوا (بأنا مسلمون) مخلصون بالتوحيد أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به مع دحية بن خليفة الكلبي وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين و (يا أهل الكتاب تعالى إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) 65 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) تزعمون أنه كان على دينكم وإنما دينكم اليهودية والنصرانية وقد حدثت اليهودية بعد نزول التوراة والنصرانية بعد نزول الإنجيل (وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده) أي بعد إبراهيم بزمان طويل وكان بين إبراهيم وموسى ألف سنة وبين موسى وعيسى ألفا سنة (أفلا تعقلون) بطلان قولكم 66 قوله تعالى (ها أنتم) بتليين الهمزة حيث كان مدني وأبو عمرو والباقون بالهمزة واختلفوا في أصله فقال بعضهم أصله أنتم وهاء تنبيه وقال الأخفش أصله أأنتم فقلبت الهمزة الأولى هاء كقولهم هرقت الماء وأرقت (هؤلاء) أصله أولاء دخلت عليه هاء التنبيه وهو موضع النداء يعني يا هؤلاء أنتم (حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم) يعني في أمر موسى وعيسى وادعيتم أنكم على دينهما وقد أنزلت التوراة والإنجيل عليكم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم وليس في كتابكم أنه كان يهوديا أو نصرانيا وقيل حاججتم فيما لكم به علم يعني في أمر محمد
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»