سورة آل عمران 53 54 وقيل كانوا ملاحين وقال الحسن كانوا قصارين سموا بذلك لأنهم كانوا يحورون الثياب أي يبيضونها وقال عطاء سلمت مريم عيسى عليه السلام إلى أعمال شتى فكان آخر ما دفعته إلى الحواريين وكانوا قصارين وصباغين فدفعته إلى رئيسهم ليتعلم منه فاجتمع عنده ثياب وعرض له سفر فقال لعيسى إنك قد تعلمت هذه الحرفة وأنا خارج في سفر لا أرجع إلى عشرة أيام وهذه ثياب مختلفة الألوان وقد علمت كل واحد منها بخيط على اللون الذي يصبغ به فأحب أن تكون فارغا منها وقت قدومي وخرج فطبخ عيسى حبا واحدا على لون واحد وأدخل جميع الثياب وقال لها كوني بإذن الله على ما أريد منك فقدم الحواري والثياب كلها في الحب فقال ما فعلت فقال فرغت قال أين هي قال في الحب قال كلها قال نعم قال لقد أفسدت تلك الثياب قال قم فانظر فأخرج عيسى ثوبا أحمر وثوبا أصفر وثوبا أخضر إلى أن أخرجها على الألوان التي أرادها فجعل الحواري يتعجب ويعلم أن ذلك من الله فقال الناس تعالوا فانظروا فآمن به هو وأصحابه فهم الحواريون وقال الضحاك سموا حواريين لصفاء قلوبهم وقال ابن المبارك سموا به لما عليهم من أثر العبادة ونورها وأصل الحور عند العرب شدة البياض يقال رجل أحور وامرأة حوراء أي شديدة بياض العين وقال الكلبي عكرمة الحواريون هم الأصفياء وهم كانوا أصفياء عيسى عليه السلام وكانوا اثني عشر رجلا قال روح بن أبي القاسم سألت قتادة عن الحواريين قال هم الذين تصلح لهم الخلافة وعنه أيضا أنه قال الحواريون هم الوزراء وقال الحسن الحواريون الأنصار والحواري ناصر والحوارث في كلام العرب خاصة الرجل الذي يستعين به فيما ينويه أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا الحميدي أخبرنا سفيان أخبرنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير \ قال سفيان الحواري الناصر قال معمر قال قتادة إن الحواريين كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين (قال الحواريون نحن أنصار الله) أعوان دين الله ورسوله (آمنا بالله واشهد) يا عيسى (بأنا مسلمون) 53 (ربنا آمنا بما أنزلت) من كتابك (واتبعنا الرسول) عيسى (فاكتبنا مع الشاهدين) الذين شهدوا لأنبيائك بالصدق وقال عطاء مع النبيين لأن كل نبي شاهد أمته وقال ابن عباس رضي الله عنهما مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته لأنهم يشهدون للرسل بالبلاغ 54 قوله تعالى (ومكروا) يعني كفار بني إسرائيل الذي أحس عيسى منهم الكفر دبروا في قتل عيسى
(٣٠٦)