تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٠٤
سورة آل عمران 50 51 له وأما ابنة العاشر فكان والدها رجلا يأخذ العشور ماتت له بنت بالأمس فدعا الله عز وجل فأحياها وبقيت وولدت وأما سام بن نوح عليه السلام فإن عيسى عليه السلام جاء إلى قبره فدعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه خوفا من قيام الساعة ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان فقال قد قامت القيامة قال لا ولكن دعوتك باسم الله الأعظم ثم قال له مت قال بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت فدعا الله ففعل قوله تعالى (وأنبئكم) أخبركم (بما تأكلون) مما لم أعاينه (وما تدخرون) ترفعونه (في بيوتكم) حتى تأكلوه وقيل كان يخبر الرجل بما أكل البارحة وبما يكل اليوم وبما ادخره للعشاء وقال السدي كان عيسى عليه السلام في الكتاب يحدث الغلمان بما يصنع آباؤهم ويقول للغلام انطلق فقد أكل أهلك كذا وكذا ورفعوا لك كذا وكذا فينطلق الصبي إلى أهله ويبكي عليهم حتى يعطوه ذلك الشيء فيقولون من أخبرك بهذا فيقول عيسى عليه السلام فحبسوا صبيانهم عنه وقالوا لا تلعبوا مع هذا الساحر فجمعوهم في بيت فجاء عيسى عليه السلام يطلبهم فقالوا ليسوا ههنا فقال فما في هذا البيت قالوا خنازير قال عيسى كذلك يكونون ففتحوا عليهم فإذا هم خنازير ففشا ذلك في بني إسرائيل فهمت به بنو إسرائيل فلما خافت عليه أمه حملته على حمار لها وخرجت هاربة إلى مصر وقال قتادة إنما كان هذا في المائدة وكانت خوانا ينزل عليهم أينما كانوا كالمن والسلوى وأمروا أن لا يخونوا ولا يخبئوا للغد فخانوا وخبؤوا للغد فجعل عيسى يخبرهم بما أكلوا من المائدة وبما ادخروا منها فمسخهم الله خنازير قوله تعالى (إن في ذلك) الذي ذكرت (لآية لكم إن كنتم مؤمنين) 50 (مصدقا) عطف على قوله (ورسولا) (لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) من اللحوم والشحوم وقال أبو عبيدة أراد بالبعض الكل يعني كل الذي حرم عليكم وقد ذكر البعض ويراد به الكل كقول لبيد (ترك أمكنة إذا لم أرضها أو يرتبط بعض النفوس حمامها) يعني كل النفوس قوله تعالى (وجئتكم بآية من ربكم) يعني ما ذكر من الآيات وإنما وحدها لأنها كلها جنس واحد في الدلالة على رسالته (فاتقوا الله وأطيعون) 51 (إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»