تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
سورة آل عمران 41 42 قدرته قيل إن زكريا لما سمع النداء من الملائكة جاءه الشيطان فقال يا زكريا إن الصوت الذي كنت تسمعه ليس من الله إنما هو من الشيطان ولو كان من الله لأوحاه إليك كما يوحى إليك في سائر الأحوال فقال ذلك دفعا للوسوسة قال عكرمة والسدي وجواب آخر وهو أنه لم يشك في وعد الله إنما شك في كيفيته أي كيف ذلك أتجعلني وامرأتي شابين أم ترزقنا ولدا على الكبر منا أم ترزقني من امرأة أخرى قاله مستفهما لا شاكا هذا قول الحسن 41 قوله تعالى (قال رب اجعل لي آية) أي علامة أعلم بها وقت حمل امرأتي فأزيد في العبادة شكرا لك (قال آيتك أن لا تكلم الناس) أي تكف عن الكلام (ثلاثة أيام) وتقبل بكليتك على عبادتي لا أنه يحبس لسانه عن الكلام ولكنه نهي عن الكلام وهو صحيح سوي كما قال في سورة مريم (ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) يدل على قوله تعالى (وسبح بالعشي والإبكار) فأمره بالذكر ونهاه عن كلام الناس وقال أكثر المفسرين عقل لسانه عن الكلام مع الناس ثلاثة أيام وقال قتادة أمسك لسانه عن الكلام عقوبة لسؤاله الآية بعد مشافهة الملائكة إياه فلم يقدر على الكلام ثلاثة أيام وقوله (إلا رمزا) أي إشارة والإشارة قد تكون باللسان وبالعين واليد وكانت إشارته بالأصبع المسبحة قال الفراء قد يكون الرمز باللسان من غير أن يبين وهو الصوت الخفي شبه الهمس وقال عطاء أراد به صوم ثلاثة أيام لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا إلا رمزا (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار) قيل المراد بالتسبيح الصلاة والعشي ما بين زوال الشمس إلى غروب الشمس ومنه سميت صلاة الظهر والعصر صلاتي العشي والإبكار ما بين صلاة الفجر إلى الضحى 42 قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة) يعني جبريل (يا مريم إن الله اصطفاك) اختارك (وطهرك) قيل من مسيس الرجال وقيل من الحيض والنفاس قال السدي كانت مريم لا تحيض وقيل من الذنوب (واصطفاك على نساء العالمين) قيل على عالمي زمانها وقيل على جميع نساء العالمين في أنها ولدت بلا أب ولم يكن ذلك لأحد من النساء وقيل بالتحرير في المسجد ولم تحرر أنثى أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن رجاء أخبرنا النضر بن هشام أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول \ خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة \ رضي الله عنهما ورواه وكيع وأبو معاوية عن هشام بن عروة وأشار
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»