سورة آل عمران 46 48 بطن أمه ممسوحا بالدهن وقيل مسحه جبريل بجناحه حتى لم يكن للشيطان عليه سبيل وقيل لأنه كان مسيح القدم لا أخمص له وسمي الدجال مسيحا لأنه كان ممسوح إحدى العينين وقال بعضهم هو فعيل بمعنى الفاعل مثل عليم وعالم قال ابن عباس رضي الله عنهما سمي عيسى عليه السلام مسيحا لأنه ما مسح ذا عاهة إلا برأ وقيل سمي بذلك لأنه كان يسيح في الأرض ولا يقيم في مكان وعلى هذا القول تكون الميم فيه زائدة وقال إبراهيم النخعي المسيح الصديق ويكون المسيح بمعنى الكذاب وبه سمي الدجال والحرف من الأضداد (وجيها) أي شريفا رفيعا ذا جاه وقدر (في الدنيا والآخرة من المقربين) عند الله 46 (ويكلم الناس في المهد) صغيرا قبل أوان الكلام كما ذكره في سورة مريم (قال إني عبد الله آتاني الكتاب) الآية حكي عن مجاهد قال قالت مريم كنت إذا خلوت أنا وعيسى عليه السلام حدثني وحدثته فإذا شغلني عنه إنسان سبح في بطني وأنا أسمع قوله (وكهلا) قال مقاتل يعني إذا اجتمعت قوته قبل أن يرفع إلى السماء وقال الحسين بن الفضل وكهلا بعد نزوله من السماء وقيل أخبرها أنه يبقى حتى يكتهل وكلامه بعد الكهولة إخبار عن الأشياء المعجزة وقيل وكهلا نبيا بشرها بنبوة عيسى عليه السلام وكلامه في المهد معجزة وفي الكهولة دعوة وقال مجاهد وكهلا أي حليما والعرب تمدح الكهولة لأنها الحالة الوسطى في احتناك السن واستحكام العقل وجودة الرأي والتجربة (ومن الصالحين) أي هو من العباد الصالحين 47 (قالت رب) يا سيدي تقوله لجبريل وقيل تقول لله عز وجل (أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر) ولم يصبني رجل قالت ذلك تعجبا إذ لم تكن جرت العادة بأن يولد ولد لا أب له (قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا) أراد كون الشيء (فإنما يقول له كن فيكون) كما يريد قوله تعالى (ويعلمه الكتاب) قرأ أهل المدينة وعاصم ويعقوب بالياء لقوله تعالى (كذلك الله يخلق ما يشاء) وقيل رده على قوله (إن الله يبشرك) 48 (ويعلمه) وقرأ الآخرون بالنون على التعظيم كقوله تعالى ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك قوله (الكتاب) أي الكتابة والخط (والحكمة) العلم والفقه (والتوراة والإنجيل) علمه الله التوراة والإنجيل
(٣٠٢)