تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٥٧
سورة البقرة 270 271 وإنما أنزلت في أهل الكتاب جهلوا علمها فسفكوا بها الدماء وانتهبوا الأموال وشهدوا علينا بالضلالة فعليكم بعلم القرآن فإنه من علم فيم أنزل لم يختلف في شيء منه وقال مجاهد هي القرآن والعلم والفقه وروى ابن أبي نجيح عنه الإصابة في القول والفعل وقال إبراهيم النخعي معرفة معاني الأشياء وفهمها (ومن يؤت الحكمة) (من) في محل الرفع على ما لم يسم فاعل و (الحكمة) خبره وقرأ يعقوب يؤتي الحكمة بكسر التاء أي من يؤته الله الحكمة دليل قراءة الأعمش (ومن يؤته الله) حكي عن الحسن (ومن يؤت الحكمة) قال الورع في دين الله (فقد أوتي خيرا كثيرا) قال الحسن من أعطي القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبي إلا أنه لم يوح إليه (وما يذكر) يتعظ (إلا أولوا الألباب) ذوو العقول 270 قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة) فيما فرض الله عليكم (أو نذرتم من نذر) أي ما أوجبتموه أنتم على أنفسكم في طاعة الله فوفيتم ب (فإن الله يعلمه) يحفظه حتى يجازيكم به وإنما قال (يعلمه) ولم يقل يعلمها لأنه رده إلى الآخر منها كقوله تعالى (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا) وإن شئت حملته على (ما) كقوله (وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به) ولم يقل بها (وما للظالمين) الواضعين الصدقة في غير موضعها بالرياء ويتصدقون من الحرام (من أنصار) من أعوان أن يدفعون عذاب الله عنهم وهي جمع نصير مثل شريف وأشراف 271 قوله تعالى (إن تبدوا الصدقات) أي تظهروها (فنعما هي) أي نعمت الخصلة هي و (ما) في محل الرفع) وهي في محل النصب كما تقول نعم الرجل رجلا فإذا عرفت رفعت فقلت نعم الرجل زيد وأصله نعم ما وصلت قرأ أهل المدينة غير ورش وأبو عمر وأبو بكر (فنعما) بكسر النون وسكون العين وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون وكسر العين وقرأ ابن كثير ونافع برواية ورش ويعقوب وحفص بكسرهما وكلها لغات صحيحة وكذلك في سورة النساء و (إن تخفوها) تسروها (وتؤتوها الفقراء) أي تؤتوها الفقراء في السر (فهو خير لكم) وأفضل وكل مقبول إذا كانت النية صادقة ولكن صدقة السر أفضل وفي الحديث \ صدقة السر تطفئ غضب
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»