تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٥٨
سورة البقرة 272 الرب \ أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه \ وقيل الآية في صدقة التطوع أما الزكاة المفروضة فالإظهار فيها أفضل حتى يقتدي به الناس كالصلاة المكتوبة في الجماعة أفضل والنافلة في البيت أفضل وقيل الآية في الزكاة المفروضة كان الإخفاء فيها خيرا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما في زماننا فالإظهار أفضل حتى لا يساء به الظن قوله تعالى (ويكفر عنكم من سيئاتكم) قرأ ابن كثير وأهل البصرة وأبو بكر بالنون ورفع الراء أي ونحن نكفر وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء أي ويكفر الله وقرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي بالنون والجزم نسقا على الفاء التي في قوله (فهو خير لكم) لأن موضعها جزم الجزاء وقوله (ومن سيئاتكم) قيل (من) صلة تقديره نكفر عنكم سيئاتكم) وقيل هو للتحقيق والتبعيض يعني نكفر الصغائر من الذنوب (والله بما تعملون خبير) 272 (ليس عليك هداهم) قال الكلبي سبب نزول هذه الآية أن ناسا من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار في اليهود وكانوا ينفقون عليهم قبل أن يسلموا فلما أسلموا كرهوا أن ينفقوا عليهم وأرادوهم على أن يسلموا وقال سعيد بن جبير كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التصدق على المشركين كي تحملهم الحاجة على الدخول في الإسلام فنزل قوله (ليس عليك هداهم) فتمنعهم الصدقة ليدخلوا في الإسلام حاجة منهم إليها (ولكن الله يهدي من يشاء) وأراد به هداية التوفيق أما هدي البيان والدعوة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطوهم بعد نزول الآية (وما تنفقوا من خير) أي مال (فلأنفسكم) أي تنفقونه لأنفسكم (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) لفظة جحد ومعناه نهي أي لا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله (وما تنفقوا من خير) شرط كالأول ولذلك حذف النون منهما (يوف إليكم) أي يوفر لكم جزاؤه ومعناه
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»