تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٥٦
سورة البقرة 268 269 من صاحبه وغيظ فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم هذا إذا كان المال كله جيدا فليس له إعطاء الرديء لأن أهل السهمان شركاؤه فيما عنده فإن كان كل ماله رديئا فلا بأس بإعطاء الرديء (واعلموا أن الله غني) عن صدقاتكم (حميد) محمود في أفعاله 268 (الشيطان يعدكم الفقر) أي يخوفكم بالفقر ويقال وعدته خيرا ووعدته شرا قال الله تعالى في الخير (وعدكم الله مغانم كثيرة) وقال في الشر (النار وعدها الله الذين كفروا) فإذا لم يذكر الخير والشر قلت في الخير وعدته وفي الشر أوعدته والفقر سوء الحال وقلة ذات اليد وأصله من كسر الفقار ومعنى الآية أن الشيطان يخوفكم بالفقر ويقول للرجل أمسك عليك مالك فإنك إذا تصدقت به افتقرت (ويأمركم بالفحشاء) أي بالبخل ومنع الزكاة وقال الكلبي كل الفحشاء في القرآن فهو الزنا إلا هذا (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) أي لذنوبكم (والله واسع) غني (عليم) أخبرنا حسان بن سعيد المنبعي أخبرنا أبو طاهر الزيادي أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن هشام عن همام بن منبه قال حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن الله تعالى يقول ابن آدم أنفق أنفق عليك \ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القسط يرفع ويخفض \ أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الله بن سعيد أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها \ أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك \ 269 قوله تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء) قال السدي هي النبوة وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثال وقال الضحاك القرآن والفهم فيه وقال في القرآن مائة وتسع آيات ناسخة ومنسوخة وألف آية حلال وحرام لا يسع المؤمنين تركهن حتى يتعلموهن ولا يكونوا كأهل نهروان تأولوا آيات من القرآن في أهل القبلة
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»