تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
سورة البقرة 263 264 فجهز جيش المسلمين في غزوة تبوك بألف بعير بأقابها وأحلاسها فنزلت فيهما هذه الآية وقال عبد الرحمن بن سمرة جاء عثمان رضي الله عنه بألف دينار في جيش العسرة فصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيها يده ويقلبها ويقول \ ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم \ فأنزل الله تعالى الذين ينفقون أموالهم في سبيل الل في طاعة الله (ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا) وهو أن يمن علي بعطائه فيقول أعطيتك كذا ويعد نعمه عليه فيكدرها علي (ولا أذى) هو أن يعيره فيقول إلى كم تسأل وكم تؤذيني وقيل من الأذى وهو أن يذكر انفاقه عليه عند من لا يحب وقوفه عليه وقال سفيان منا ولا أذى هو أن يقول قد أعطيتك فما شكرت قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كان أبي يقول إذا أعطيت رجلا شيئا ورأيت أن سلامك يثقل عليه فكف سلامك عنه فحظر الله على عباده المن بالصنيعة واختص به صفة لنفسه لأنه من العباد تعيير وتكدير ومن الله إفضال وتذكير (لهم أجرهم) أي ثوابهم (عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 263 (قول معروف) أي كلام حسن ورد على السائل جميل وقيل عدة حسنة وقال الكلبي دعاء صالح يدعو لأخيه بظهر الغيب وقال الضحاك نزلت في إصلاح ذات البين (ومغفرة) أي تستر علي خلته ولا تهتك عليه ستره وقال الكلبي والضحاك بتجاوز عن ظالمه وقيل يتجاوز عن الفقير إذا استطال عليه عند رده (خير من صدقة) يدفعها إلي (يتبعها أذى) أي من وتعيير للسائل أو قول يؤذيه (والله غني) أي مستغن عن صدقة العباد (حليم) لا يعجل بالعقوبة على من يمن ويؤذي بالصدقة 264 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم) أي أجور صدقاتكم (بالمن) على السائل وقال ابن عباس رضي الله عنهما بالمن على الله تعالى (والأذى) لصاحبها ثم ضرب لذلك مثلا فقال (كالذي ينفق ماله) أي كإبطال الذي ينفق ماله (رئاء الناس) أي مراآة وسمعة ليروا نفقته ويقولوا إنه كريم سخي (ولا يؤمن بالله واليوم الخر) يريد أن الرياء يبطل الصدقة ولا تكون النفقة مع الرياء من فعل المؤمنين وهذا للمنافقين لأن الكافر معلن بكفره غير
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»