تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٤٩
سورة البقرة 261 262 على الجنوب وقال ابن جريج والسدي جزأها سبعة أجزاء ووضعها على سبعة أجبل وأمسك رؤوسهن ثم دعاهن فقال تعالين بإذن الله فجعلت كل قطرة من دم طائر تطير إلى القطرة الأخرى وكل ريشة تطير إلى الريشة الأخرى وكل عظم يصير إلى العظم الآخر وكل بضعة تصير إلى الأخرى وإبراهيم ينظر حتى لقيت كل جثة بعضها بعضا في الهواء بغير رأس ثم أقبلن إلى رؤوسهن سعيا فكلما جاء طائر مال برأسه فإن كان رأسه دنا منه وإن لم يكن تأخر حتى التقى كل طائر برأسه فذلك قوله تعالى (ثم أدعهن يأتينك سعيا) قيل المراد بالسعي الإسراع والعدو وقيل المراد به المشي دون الطير كما قال الله تعالى (فاسعوا إلى ذكر الله) أي فامضوا والحكمة في المشي دون الطيران كونه أبعد من الشبهة لأنها لو طارت لتوهم متوهم أنها غير تلك الطير وإن أرجلها غير سليمة والله أعلم وقيل السعي بمعنى الطيران (واعلم أن الله عزيز حكيم) 261 قوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) فيه إضمار تقديره مثل صدقات الذين ينفقون أموالهم (كمثل) زارع (حبة) وأراد بسبيل الله الجهاد وقيل جميع أبواب الخير (أنبتت) أخرجت (سبع سنابل) جمع سنبلة (في كل سنبلة مائة حبة) فإن قيل فما رأينا سنبلة فيها مائة حبة فكيف ضرب المثل به قيل ذلك متصور غير مستحيل وما لا يكون مستحيلا جاز ضرب المثل به وإن لم يوجد معناه في كل سنبلة مائة حبة فما حدث من البذر الذي كان فيها كان مضاعفا إليها وكذلك تأوله الضحاك فقال كل سنبلة أنبتت مائة حبة (والله يضاعف لمن يشاء) قيل معناه هذه المضاعفة لمن يشاء وقيل معناه يضاعف على هذا ويزيد لمن يشاء ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ما شاء الله من الأضعاف مما لا يعلمه إلا الله (والله واسع) غني يعطي عن سعة (عليم) بنية من ينفق ماله 262 قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) قال الكلبي نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما جاء عبد الرحمن بأربعة آلاف درهم صدقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كان عندي ثمانية آلاف فأمسكت منها لنفسي وعيالي أربعة آلاف درهم وأربعة آلاف أقرضتها ربي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم \ بارك الله فيما أمسكت لك وفيما أعطيت \ وأما عثمان
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»