تقع على القلب تمنع المعرفة بالأشياء نفى الله تعالى عن نفسه النوم لأنه آفة وهو منزه عن الآفات ولأنه تغير ولا يجوز عليه التغير أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا علي بن حرب أخبرنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ولكنه يخفض القسط ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه \ ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة وقال \ حجابه النار \ (له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) بأمره (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) قال مجاهد وعطاء والسدي ما بين أيديهم من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة وقال الكلبي ما بين أيديهم يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها وما خلفهم من الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم وقال ابن جريج ما بين أيديهم ما مضى أمامهم وما خلفهم ما يكون بعدهم وقال مقاتل ما بين أيديهم ما كان قبل الملائكة وما خلفهم أي ما كان بعد خلقهم وقيل ما بين أيديهم أي ما قدموه من خير وشر وما خلفهم ما هم فاعلوه (ولا يحيطون بشيء من علمه) أي من علم الله (إلا بما شاء) أن يطلعهم عليه يعني لا يحيطون بشيء من علم الغيب إلا بما شاء مما أخبر به الرسل كما قال الله تعالى (فلا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول) قوله تعالى (وسع كرسيه السماوات والأرض) أي ملأ وأحاط به واختلفوا في الكرسي فقال الحسن هو العرش نفسه وقال أبو هريرة رضي الله عنه الكرسي موضوع أمام العرش ومعنى قوله (وسع كرسيه السماوات والأرض) أي سعته مثل سعة السماوات والأرض وفي الأخبار \ إن السماوات والأرض في جنب الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة \ ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن السماوات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس وقال علي ومقاتل كل قائمة من الكرسي طولها مثل السماوات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيري خمسمائة عام ملك على صورة سيد البشر آدم عليه السلام وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة وملك على صورة سيد الطير وهو النسر يسأل الرزق للطير من السنة إلى السنة وفي بعض الأخبار أن ما بين حملة العرش وحملة الكرسي سبعين حجابا من ظلمة وسبعين حجابا من نور غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام لولا ذلك لاحترقت حملة الكرسي من نورحملة العرش وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أراد بالكرسي عمله وهو قول
(٢٣٩)