تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
سورة البقرة 260 260 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك وابن جريج كان سبب هذا السؤال من إبراهيم عليه السلام أنه مر على دابة ميتة قال ابن جريج كانت جيفة حمار بساحل البحر قال عطاء في بحيرة طبرية قالوا فرآها وقد توزعتها دواب البحر والبر فكان إذا مد البحر جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها فما وقع منها يصير في البحر فإذا جزر البحر ورجع جاءت السباع فأكلن منها فما سقط منها يصير ترابا فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها فما سقط منها قطعته الريح في الهواء فلما رأى ذلك إبراهيم عليه السلام تعجب منها وقال يا رب قد علمت أنك لتجمعنها من بطون السباع وحواصل الطير وأجواف دواب البحر فأرني كيف تحييها لأعاين فازداد يقينا فعاتبه الله تعالى (قال أولم تؤمن قال بلى) يا رب علمت وآمنت (ولكن ليطمئن قلبي) أي ليسكن قلبي إلى المعاينة والمشاهدة أراد أن يصير له علم اليقين عين اليقين لأن الخبر ليس كالمعاينة وقيل كان سبب هذا السؤال من إبراهيم أنه لما احتج على نمرود فقال ربي الذي يحيي ويميت قال نمرود أنا أحيي وأميت فقتل أحد الرجلين وأطلق الآخر فقال إبراهيم إن الله تبارك وتعالى يقصد إلى جسد ميت فيحييه فقال له نمرود أنت عاينته فلم يقدر أن يقول نعم فانتقل إلى حجة أخرى ثم سأله ربه أن يريه إحياء الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي بقوة حجتي فإذا قيل أنت عاينته فأقول نعم قد عاينته وقال سعيد بن جبير لما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه أن يأذن لهه فيبشر إبراهيم بذلك فأذن له فأتى إبراهيم ولم يكن في الدار فدخل داره وكان إبراهيم عليه السلام أغير الناس إذا خرج أغلق بابه فلما جاء وجد في داره رجلا فثار عليه ليأخذه وقال له من اذن لك أن تدخل داري فقال أذن لي رب هذه الدار فقال إبراهيم صدقت وعرف أنه ملك فقال من أنت قال أنا ملك الموت جئت أبشرك بأن الله تعالى قد اتخذك خليلا فحمد الله عز وجل قال فما علامة ذلك قال أن يجيب الله دعاءك ويحيي الله الموتى بسؤالك فحينئذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي إنك اتخذتني خليلا وتجيبني إذا دعوتك أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا محمد بن صالح أنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»