تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٠٥
من الحيض والحمل لتبطل حق الزوج من الرجعة والولد (إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) معناه أن هذا من فعل المؤمنات وإن كانت المؤمنة والكافرة في هذا الحكم سواء كما تقول أد حقي إن كنت مؤمنا يعني أداء الحقوق من فعل المؤمنين (وبعولتهن) يعني أزواجهن جمع بعل كالفحولة جمع فحل سمي الزوج بعلا لقيامه بأمور زوجته وأصل البعل السيد والمالك (أحق بردهن) أولى برجعتهن إليهم (في ذلك) أي في حال العدة (إن أرادوا إصلاحا) أي إن أرادوا بالرجعة الصلاح وحسن العشرة لا الإضرار كما كانوا يفعلونه في الجاهلية كالرجل يطلق امرأته فإذا قرب انقضاء عدتها راجعها ثم تركها مدة ثم طلقها فإذا قرب انقضاء عدتها راجعها ثم بعد مدة طلقها يقصد بذلك تطويل العدة عليها (ولهن) أي للنساء على الأزواج (مثل الذين عليهن) للأزواج (بالمعروف) قال ابن عباس في معناه إني أحب أن أتزين لامرأتي كما تحب امرأتي أن تتزين لي لأن الله تعالى قال (ولهن مثل الذين عليهن بالمعروف) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن المروزي أخبرنا أبو سهل محمد بن عمر بن طرفة الشجري أنا أبو سليمان الخطابي أخبرنا أبو بكر بن داسة أنا أبو داود السجستاني أنا موسى بن إسماعيل أنا حماد أنا أبو قزعة سويد بن حجر الباهلي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال \ أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت \ أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا محمد بن الحجاج أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسرد قصة حجة الوداع إلى أن ذكر خطبته يوم عرفة قال \ فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلت ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلين قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ينكتها إلى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن يحيى أنا يعلى بن عبيدة أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائكم \ قوله تعالى (وللرجال عليهن درجة) قال ابن عباس بما ساق إليها من المهر وأنفق عليها من المال وقال قتادة بالجهاد وقيل بالعقل وقيل بالشهادة وقيل بالميراث وقيل بالدية وقيل بالطلاق لأن الطلاق بيد الرجال وقيل بالرجعة وقال سفيان وزيد بن أسلم بالإمارة وقال القتيبي (وللرجال عليهن درجة) معناه فضيلة في الحق (والله عزيز حكيم) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»