سورة البقرة 230 أحمد بن خباب أنا عيسى بن يونس أنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن من أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق ولا أحب إليه من العتق \ أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحق الثعلبي أخبرني ابن زنجويه أنا ابن أبي شيبة أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنا أبي أنا أسامة عن حماد بن زيد عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال \ أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة \ وقال طاوس الخلع يختص بحالة خوف النشوز لظاهر الآية والآية خرجت على وفق العادة في أن الخلع لا يكون إلا في حال خوف النشوز غالبا وإذا طلق الرجل امرأته بلفظ الطلاق على مال فقلبت وقعت البينونة وانتقص به العدد واختلف أهل العلم في الخلع فذهب أكثرهم إلى أن تطليقة بائنة ينقص بها عدد الطلاق وهو قول عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وبه قال سعيد بن المسيب وعطاء والحسن والشعبي والنخعي وإليه ذهب مالك والثوري والأوزاعي وأصحاب الرأي وهو أظهر قولي الشافعي وذهب قوم إلى أنه فسخ لا ينتقص به عدد الطلاق وهو قول عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم وبه قال عكرمة وطاوس وإليه ذهب أحمد وإسحق واحتجوا بأن الله تعالى ذكر الطلاق مرتين ثم ذكر بعد الخلع ثم ذكر بعده الطلقة الثالثة فقال (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) ولو كان الخلع طلاقا لكان الطلاق أربعا ومن قال بالقول الأول جعل الطلقة الثالثة (أو تسريح بإحسان) قوله تعالى (تلك حدود الله) أي هذه أوامر الله ونواهيه وحدود الله ما منع الشرع من المجاوزة عنه (فلا تعتدوها) فلا تجاوزوها (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) 230 قوله تعالى (فإن طلقها) يعني الطلقة الثالثة (فلا تحل له من بعد) أي من بعد الطلقة الثالثة (حتى تنكح زوجا غيره) أي غير المطلق فيجامعها والنكاح يتناول الوطء والعقد جميعا نزلت في تميمة وقيل في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك القرظي كانت تحت ابن عمها رفاعة بن وهب بن عتيك القرظي فطلقها ثلاثا أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه سمعها تقول جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني كنت عند رفاعة القرظي فطلقني فبت طلاقي وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة قالت نعم قال \ لا حتى يذوق عسيلتك
(٢٠٨)