سورة البقرة 208 209 بالمعروف والنهي عن المنكر قال ابن عباس أرى من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله يقوم فيأمر هذا بتقوى الله فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم قال وأن أشري نفسي لله فقاتله فاقتتل الرجلان لذلك وكان علي إذا قرأ هذه الآية يقول اقتتلا ورب الكعبة وقال أبو الخليل سمع عمر بن الخطاب إنسانا يقرأ هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) فقال عمر إنا لله وإنا إليه راجعون قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا عبد الرحمن بن شريح أخبرنا أبو القاسم البغوي أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال \ أفضل الجهاد من قال كلمة حق عند سلطان جائر \ 208 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قرأ أهل الحجاز والكسائي (السلم) ههنا بفتح السين وقرأ الباقون بكسرها وفي سورة الأنفال بالكسر وقرأ أبو بكر والباقون بالفتح وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم بالكسر حمزة وأبو بكر نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام النضيري وأصحابه وذلك أنهم كانوا يعظمون السبت ويكرهون لحوم الإبل وألبانها بعد ما أسلموا وقالوا يا رسول الله إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها في صلاتنا بالليل فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) أي في الإسلام قال مجاهد في أحكام أهل الإسلام وأعمالهم كافة أي جميعا وقيل ادخلوا في الإسلام إلى منتهى شرائعه كافين عن المجاوزة إلى غيره وأصل السلم من الاستلام والانقياد ولذلك قيل للصلح سلم قال حذيفة بن اليمان في هذه الآية الإسلام ثمانية أسهم فعد الصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال قد خاب من لا سهم له (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) أي آثاره فيما زين لكم من تحريم السبت ولحوم الإبل وغيره (إنه لكم عدو مبين) أخبرنا محمد بن الحسن المروزي أخبرنا أبو العباس الطحان أخبرنا أبو أحمد محمد بن قريش أخبرنا علي بن عبد العزيز المكي أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام أخبرنا هاشم أخبرنا مخلد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها فقال \ أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي \ 209 (فإن زللتم) ضللتم وقيل ملتم يقال زلت قدمه تزل زلا وزللا إذا دحضت قال ابن عباس يعني الشرك قال قتادة قد علم الله أنه سيزل زالون من الناس فتقدم في ذلك وأوعد فيه ليكون لديه الحجة عليهم (من بعد ما جاءتكم البينات) أي الدلالات الواضحات (فاعلموا أن الله
(١٨٣)