سورة البقرة 204 قبل هذا الوقت التلبية ويأخذون في التكبير يوم النحر من بعد صلاة الظهر ولفظ التكبير كان سعيد بن جبير والحسن يقولان الله أكبر الله أكبر ثلاثا نسقا وهو قول أهل المدينة وإليه ذهب الشافعي وقال وما زاد من ذكر الله فهو حسن وعند أهل العراق يكبر اثنين يروى ذلك عن ابن مسعود قوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) أارد من نفر الحاج في اليوم الثاني من أيام التشريق فلا إثم عليه وذلك أنه على الحاج أن يبيت بمنى الليلة الأولى والثانية من أيام التشريق ويرمي كل يوم بعد الزوال إحدى وعشرين حصاة عند كل جمرة بسبع حصيات ورخص في ترك البيتوتة لرعاة الإبل وأهل سقاية الحاج ثم كل من يرمي اليوم الثاني من أيام التشريق وأراد أن ينفر فيدع البيتوتة الليلة الثالثة ورمى يومها فذلك له واسع لقوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) ومن لم ينفر حتى غربت الشمس فعليه أن يبيت حتى يرمي اليوم الثالث ثم ينفر وقوله (ومن تأخر فلا إثم عليه) يعني لا إثم على من تعجل فنفر في اليوم الثاني في تعجيله ومن تأخر حتى ينفر في اليوم الثالث فلا إثم عليه في تأخيره وقيل معناه فمن تعجل فقد ترخص فلا إثم عليه بالترخص ومن تأخر فلا إثم عليه بترك الترخص وقيل معناه رجع مغفورا له لا ذنب عليه تعجل أو تأخر كما روينا \ من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع أي خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه \ وهذا قول علي وابن مسعود قوله تعالى (لمن اتقى) أي لمن اتقى أن يصيب في حجه شيئا نهاه الله عنها كما قال \ من حج فلم يرفث ولم يفسق \ قال ابن مسعود إنما جعلت مغفرة الذنوب لمن اتقى الله تعالى في حجه وفي رواية الكلبي عن ابن عباس معناه لمن اتقى الصيد لا يحل له أن يقتل صيدا حتى تنقضي أيام التشريق وقال أبو العالية ذهب أئمة أن اتقى فيما بقي من عمره (واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) تجمعون في الآخرة يجزيكم بأعمالكم 204 قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) قال الكلبي ومقاتل وعطاء نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة واسمه أبي وسمي الأخنس لأنه خنس يوم بدر بثلاثمائة ردل من بني زهرة عن قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر وكان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجالس ويظهر الإسلام ويقول إني لأحبك ويحلف بالله على ذلك وكان منافقا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنى مجلسه فنزل قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) أي تستحسنه ويعظم في قلبك ويقال في الاستحسان أعجبني كذا وفي الكراهية والإنكار عجبت من كذا (ويشهد الله على ما في قلبه) يعني قول الأخنس المنافق والله إني بك مؤمن ولك محب (وهو ألد الخصام) أي شديد الخصومة يقال لددت يا هذا وأنت تلد لددا ولدادة فإذا أردت أنه غلب
(١٧٩)